الارتياح الفلسطيني لمضامين المبادرة اليمنية لرأب الصدع بين حركتي «فتح وحماس» يؤكد صواب الموقف اليمني الحريص على وحدة الصف الفلسطيني، باعتبار ذلك هو السبيل الأمثل لتوحيد جهود الشعب الفلسطيني لمواجهة الغطرسة الصهيونية وبما يؤدي إلى نيل الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. لعل من المهم التأكيد أن بلادنا تقدمت بالمبادرة إنطلاقاً من إدراكها لمخاطر غياب التوافق بين الفصائل الفلسطينية وانعكاساتها السلبية على نضال الشعب الفلسطيني، خصوصاً أن الكيان الصهيوني وجد في انقسام الصف الفلسطيني فرصة لتنفيذ مخططاته العدوانية على أبناء غزة والتوسع في بناء المستوطنات وتنفيذ حملات تنكيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. إن استئناف الحوار وفقاً لبنود المبادرة اليمنية وما سبقها من اتفاقات بين حركتي «فتح وحماس» كفيل بتحقيق المصالحة، وبالتالي التفرغ لمجابهة الصلف الصهيوني وبناء ما دمره العدوان الغاشم في غزة وإنهاء الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب الفلسطيني. لذلك على عقلاء «فتح وحماس» الاستجابة السريعة لصوت العقل والمنطق والشروع للجلوس على طاولة الحوار للتوصل إلى آلية فاعلة لتنفيذ مضامين المبادرة اليمنية التي تعد بنودها خارطة طريق جديد لمستقبل النضال الفلسطيني، لاسيما وأن تشكيل وحدة وطنية تستوعب في صفوفها كل القوى السياسية الفاعلة في الساحة الفلسطينية سيوحد الرؤى وسيسهل تنفيذ الأجندة الوطنية التي تأتي في مقدمتها إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وبما يمكن الشعب الفلسطيني من تحمل مسئولياته في اختيار من يقود المرحلة النضالية القادمة.