سبع سنوات ليست بالقدر الكافي لجسم ليكون فريسة للمرض، حيث كانت السنين تزيد بالعدد في عمر الطفل خالد وليد صالح كان السرطان يستقطع سنين من عمره، فمن السبع السنين المرافقة لجسم هذا الطفل أبى المرض إلا أن تكون حصيلته سنتين ونصفاً هي عمر المعاناة التي لا أحد يعلم تفاصيلها إلا من به ألم.. ولن يعرف الألم إلا من تجرع العلاج الكيماوي. هي حالة قد نعجز عن الوصف لها، لكن جسد طفل أثقل بعدد من المعاناة تؤزمه في جوانب عدة ربما تمتد من أول شمس تشرق ومعها تبدأ بتاريخ المعاناة، وحتى آخر نجمة يكشفها الفلق وبين هؤلاء الموعدين هموم تفلق الصغر ولاتقوى العيون على النظر إليها أو حتى تذكرها، فكيف بجسد هو المسرح الذي يفرض فيه السرطان عضلاته في وجه من لايقوى على المواجهة. قصة خالد ذي السبع السنوات لا تقتصر على معاناة من جهة واحدة فكل طريق في حياته لها عنوان واحد لايكاد يخرج عن معاناة، ربما بسنواته هذه لا يعلم قدر المعاناة لأنه مايزال على قدر من تفاصيل البراءة والابتسامة التي يختزلها هذا الطفل، لكن مابال ابتسامة تفقد كل يوم وتذبل أغصان الطفولة في صحراء يتسيدها السرطان بكل ما أوتي من قوة، إضافة إلى معاناة أخرى هي الوضع المعيشي الذي يعيشه خالد فوالده يعمل سائقاً لدراجة نارية يعول بها أسرة مكونة من ولد وبنتين وسرطان ينهش أحد المكونات لهذه العائلة التي تقف مكفوفة الايدي مستسلمة لقضاء الله وقدره. علاج خالد يتطلب فترة طويلة كما أفاد بذلك الدكاترة المختصون والمشرفون على حالته ويحتاج إلى علاج إشعاعي ومتابعة علاج كيماوي فهو مصاب بسرطان الغدد الليمفاوية. فيا الله!! للحظة ينشطر فيها القلب وتضيع كل الكلمات عندما ترى هذا الطفل بكل هذه المعاناة التي فرشت طريقه وروداً ذابلة وابتسامة تكاد تحترق على شفتيه، معلنة الرحيل وربما اللاعودة. فكم هي أمنية خالد بليلة القدر بأن يكون أحد الذين تدركهم وأحد الذين يكون لهم نصيب في قلب إنسان يشعر بمعاناة هؤلاء ويجعل رمضان محطة لعبور فرحة هؤلاء ومنهم خالد إلى بر الأمان دون أن يصبح السرطان حارساً لمعاناتهم.