تزايدت خلال الأيام الماضية في مدينة تعز حالات الإصابة بحمى الضنك التي نتج عنها حالات وفاة لأكثر من حالة إصابة مما أثار الخوف والهلع في أوساط المواطنين وانتشار موجة من الشائعات حول أعداد الوفيات وخطورة المرض وطرق انتقاله. كل ذلك حدث ويحدث وسط صمت غير مبرر ، فعلى المستوى الصحي افتقدت المستشفيات الحكومية للأجهزة الطبية التي تعمل على فصل الصفائح الدموية عن كريات الدم مع وجوده بأحد المستشفيات الخاصة وبأسعار ليس بمقدور أحد من متوسطي الدخل دفع التكاليف لمريض واحد فما بالكم إذا أصاب المرض أكثر من فرد في أسرة واحدة..!! الصمت الذي لزمته السلطة المحلية أو حديثها عن الوباء باستحياء عبر الاجتماع اليتيم الذي عقده المجلس المحلي في المحافظة في العشر الأواخر من رمضان بعد أن تناولت وسائل الإعلام المختلفة مدى انتشار المرض وخطورته .. هذا الصمت يضع علامات استفهام عديدة حول السلطة المحلية وعدم قدرتها على مواجهة الحقائق على الأرض والتعامل بشفافية ووضوح مع الوضع الصحي وكشف ذلك للمواطنين عبر وسائل الإعلام الرسمية حتى لا يقع الناس فريسة للشائعات. وقائياً كان لمكتب الصحة في المحافظة تصريحاً نارياً عن أعمال الرش وأنها بدأت وستستمر وأنها ستشمل المدينة بأكملها وعلى ذلك أكد البعض أن أحد المسئولين في المحافظة ناله ما نال البسطاء من المواطنين من هذه الحمى فتم استنفار السيارة الواحدة المخصصة لعملية الرش لتجوب بعض الشوارع القريبة من منزل ذلك المسئول وتجاهلت بقية الأحياء لتمنح البعوض مجالاً واسعاً لالتهام أجساد المواطنين. بعض المطلعين على خفايا الأمور أكدوا أن مواجهة مثل هذا الوباء أكبر من قدرات وإمكانات مكتب الصحة وربما أكبر من قدرات وإمكانات السلطة المحلية وأن المبالغ المرصودة لمواجهة مثل هذه الحالات لاتفي بشراء (كم) برميل ديزل لرشه في الشوارع والأحياء داخل المدينة ، وأن ذلك لن يتم إلا بالاعتماد على البرامج الإقليمية والدولية المتخصصة في مكافحة الملاريا والأوبئة . بعيداً عن ما قيل وما يقال: هل تعلم السلطة المحلية أن العام الدراسي على الأبواب وأن استمرار هذا الصمت سينتهي إلى كوارث أكبر؟؟!. خلال زيارتي لأكثر من مدرسة شاهدت مستنقعات ومياهاً راكدة في أحواش تلك المدارس وجوارها مع بقاء الفصول الدراسية مفتوحة النوافذ طوال إجازة الصيف وعدم وجود شبك ضيق المسام على النوافذ وهو ما يعني وجود البعوض في الفصول الدراسية مع العلم أن البعوض الناقل لهذا المرض ينشط في النهار وهي الفترة الزمنية التي يتواجد فيها الطلاب في المدارس مما يعني أن احتمال إصابتهم بالمرض وارد وبنسبة كبيرة. تقول الحكمة: (لايجمع الله عسرين في وقت واحد) وإذا كان العالم تعسر بإنفلونزا الخنازير فإننا بتعز نعاني من عسر حمى الضنك فالانفلونزا لم تسجل انتشاراً في تعز كما حصل للضنك وبمقدور السلطة المحلية التعامل بمسئولية ووضع الحلول الوقائىة ونشر وبث المعلومات التوعوية عبر وسائل الإعلام المختلفة حتى يستطيع المواطن التعامل بصورة صحيحة مع مسببات المرض والحد من انتشاره والتعامل بحكمة في حالة الإصابة بالمرض منذ الوهلة الأولى حتى لا يستفحل المرض ويعجز المواطن حينها عن دفع تكاليف العلاج وينتهي بالمريض إلى الموت. جمعية الهلال الأحمر اليمني: جمعية الهلال الأحمر اليمني نعرف عنها مساهمتها اللامحدودة في التوعية الصحية المدرسية ودعمه للأنشطة الصحية في المدارس نتمنى أن توجه نشاطها خلال الفترة القادمة في اتجاه التوعية الصحية لطلاب المدارس حول الوقاية من الإصابة بحمى الضنك. الصحة المدرسية: ركزت الصحة المدرسية كثيراً على منح شهادات التسنين للطلاب لأن بها إيرادات وركزت على مقاسمة أصحاب المقاصف لقمة عيشهم وتركت الحشرات والقوارض تتاقسم مع الطلاب أغذيتهم عملاً بالمثل التهامي القائل : (امسح أملقف يستحي أموجه). *رئيس تحرير موقع اليمن السعيد