ربما يعتقد البعض من الذين ينقصهم الولاء للوطن أو من غُرِّرَ بهم بأن اليمن ستكون مثل ما تريد أن تجعله عناصر الظلام والفوضى والدمار والرجعية ممن يظنون أنهم محسوبون على الأمة الإسلامية وممن تحركهم أيادٍ إقليمية عابثة ،ويدعون أنهم هم المنقذون للأمة وبهم ستُفرش الدنيا بالورود وسيعم بهم الرخاء المنشود ، وهم بالعكس ليسوا إلا وبالاً على الأمة والإنسانية جمعاء .. هؤلاء الذين لا يهدأ لهم بال إلا حين يرون أنهار الدم تسيل من البشر دون تفريقٍ بين دينٍ أو ملةٍ أو طفلٍ رضيع أو شابٍ في زهرة شبابه أو شيخ عاجز ولا يفرقون بين ملعب أو مسجد أو مدرسة أو سوق ، فهم لا يرون صواباً إلا ما يمارسونه من إجرام وما أرادته عقولهم ومرجعياتهم الضالة في تنظيمهم الدموي ( تنظيم القاعدة ) فقط وغير ذلك لا يعنيهم ، فهل يريدون أن يجعلوا من اليمن أفغانستاناً أخرى أم يريدون أن يجعلوه عراقاً آخر ؟.. لا شك بأنهم عناصر مارقة عن كل القيم والأخلاق والثوابت ، كذلك فهم - وكما اتضح لنا جميعاً - ليس لهم فكرٌ أو مبدأ أو ثقافة سوى فكر ومبدأ وثقافة القتل ، وليس ببعيدٍ عنا جميعاً ما يدور في الصومال والعراق وأفغانستان وباكستان، فنحن نرى أعمالهم الإجرامية بأعيننا عبر وسائل الإعلام . إن اليمن لم ولن تكون ملاذاً آمناً للإرهاب، فنحن واثقون من قدرات الأجهزة الأمنية والدفاعية وكما أكد ذلك الأستاذ علي محمد الآنسي ، لأن اليمن فيها من يُدافع عن كل شبرٍ من دنس الارهابيين من تنظيم القاعدة وغيرهم من المجرمين كحركة الشباب الصومالية التي ظهرت مؤخراً وكأنها وصية على التنظيم الإجرامي الدموي في اليمن والتي لم تستطع الحفاظ على أمن بلدها فضلاً عن دعم المجرمين الذين يريدون جعل اليمن ملاذاً لهم وأن تكون اليمن ضمن قائمة الارهاب ، لكنهم لن ينالوا ما أرادوه ، فكل أعمالهم وتحركاتهم أصبحت مفضوحة للعيان. إن مكافحة واجتثاث الإرهاب بكافة أشكاله من كل أنحاء العالم يحتاج إلى تعاون دولي ، لأن الإرهاب يعني الدمار ، ولأن الإرهاب آفة لا يجدي معها نفع سوى الاجتثاث من الجذور ، فاليمن لا تستطيع وحدها اجتثاث هذا الإرهاب دون دعمٍ دولي مادي ومعنوي . فالخطوات التي قامت بها اليمن مؤخراً رغم الإمكانيات المتواضعة خطوات جبارة لا يُستهان بها ، ولكن كي تستمر هذه الخطوات لا بد من دعمٍ لا محدود من كافة الدول التي يعتبر اليمن شريكاً أساسياً لها في محاربة الإرهاب ، وعلى وجه الخصوص الولاياتالمتحدةالأمريكية الشريك الأساسي في هذا الأمر . في الأخير أتمنى من جميع المواطنين التعاون الكامل مع الجهات الأمنية لما لهذا التعاون من أهمية عظمى تنعكس إيجابياً على أمن الوطن بشكلٍ عام ، وعدم التستر على أي مجرم مهما كان توجهه ، لأن ذلك يعتبر مساعدةً للمجرمين في الوصول إلى مرادهم ، وعلى الجهات الأمنية أن تتعامل بمسئولية تامة مع كل ما يرد إليها من قبل المواطنين والعمل على تكريم كل مواطن يساعد الجهات الأمنية في كشف الجريمة قبل وقوعها ، ونقول لكل الإرهابيين من تنظيم القاعدة وهمج الحراك وعناصر التمرد الحوثية ومن يواليهم ويُشجعهم ؛: أبداً .. لن تكون اليمن ملاذاً للإرهاب .