تابعتُ فعاليات الدورة الثانية والعشرين للقمة العربية التي انعقدت في مدينة «سرت» الليبية يومي السبت والأحد من هذا الأسبوع العربي بامتياز، وقد كنت شديد المتابعة لفعاليات الجلسة الافتتاحية على اعتبار أن المشاركة في تلك الجلسة المفتوحة متنوعة، واستمعت إلى كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية وما تضمنته من المقترحات التي أساسها الحوار، وكانت كلمة السيد رجب طيب أردوغان – رئيس الوزراء التركي - الموضوعية مؤكدة على الحوار والبحث عن القواسم المشتركة التي تجمع الإنسانية، وجاءت تلك المشاركات التركية والإيطالية وغيرها من المشاركات العالمية لتفتح المجال واسعاً أمام المبادرة اليمنية المطالبة بإنشاء الاتحاد العربي. وقد عزز ذلك كله كلمة الأخ علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية - التي كانت صافية وشفافة وموضوعية مساندة للمبادرة وطرحاً عملياً لتفعيل العمل العربي الموحد، ولعل التصفيق العربي والهتاف الذي قوبلت به كلمة الأخ الرئيس في القمة العربية دليل على الحاجة العربية الملحة لتفعيل العمل العربي وإيجاد الآليات العملية لخلق الشراكة العربية الفاعلة. ولئن كنت قد تابعت الإعلام العربي قبيل انعقاد القمة الذي حاول أن يظهر الشارع العربي في حالة من اليأس وعدم التفاعل مع القمة فإن الجلسة الافتتاحية التي تابعها الشارع العربي والإسلامي والعالمي قد فتحت باب التكافل والتفاؤل من جديد؛ لأن الشارع العربي خلال الفترات الماضية لم يكن يلمس تجاوباً منطقياً وواقعياً مع آماله وأحلامه، الأمر الذي جعله ينكب عن نفسه نتيجة لما يراه من الواقع العربي المزري، فبعض الأقطار العربية لايستطيع المواطن العربي الدخول إليها إلا بعد إجراءات وتعقيدات لها أولاً وليس لها آخر، في حين يسهل عليه الدخول إلى دولة غير عربية بإجراءات ميسرة وتسهيلات غير عادية، وهنا يكون التشاؤم موضوعياً وهو ما انطلقت منه المبادرة اليمنية لكي تلبي آمال وتطلعات المواطن العربي، والدليل على ذلك تفاعل البرلمان العربي مع المبادرة الذي سعى بجدية إلى مساندة المبادرة وإبرازها إلى حيز الوجود باعتبارها مبادرة عملية تجردت من الخصوصية والنفعية وآثرت المصلحة القومية لسمو الأمة العربية وعزتها، فهل حققت قمة سرت آمال وتطلعات الجماهير العربية؟ ذلك ما سوف نناقشه يوم غد من خلال بيان القمة العربية بإذن الله.