ما نخشاه في البلاد العربية والإسلامية هو ما هو مستتر لدى الدول الكبرى وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة من وراء شماعة الإرهاب والقاعدة وغيرها من المسميات كوسيلة للتدخل في شئون هذه البلدان لتطويع سياساتها بما يتفق وسياسات ومصالح تلك الدول. فما من صغيرة ولا كبيرة إلا وتدس بأنفها فيها وكأنها الوصية المطلقة على هذه البلدان،حيث أصبحت الكثير من بلادنا العربية والإسلامية مستنفرة بكل إمكانياتها لمقارعة ما يسمى بالإرهاب والمتمثل بالقاعدة وغيرها من المنظمات التي تحمل مسميات مختلفة إرضاء للغرب ولأمريكا أولاً وما لم تفعل ذلك فإنها متهمة بمساعدة الإرهاب وكأن الإرهاب مسلط على الغرب وأمريكا فقط بينما هذا الإرهاب أصبح مشكلة عالمية وأول من اكتوى ويكتوي بناره هو البلاد العربية والإسلامية. وحقائق الإرهاب التي نلمسها بشكل يومي في الكثير من واقع العديد من الدول ومنها بلادنا بالطبع وكلنا يعلم ما تعرضت له اليمن من عمليات إرهابية وكل ذلك ما هو إلا دليل على أن الإرهاب لا يميز بين هذه الدولة أو تلك مما استوجب الأمر أن تستشعر كل بلدان العالم بما فيها تلك التي لم تعان من مشكلة الإرهاب خطورة هذه المشكلة العالمية والتي أصبحت تؤرق الجميع، لكن ما نخاف منه هو ألا تكون الدول الكبرى جادة في محاربة الإرهاب وإنما تستخدمه كمبرر للتدخل في الشئون الداخلية للبلدان الأخرى بحجة مكافحة الإرهاب وإلا ماذا نفسر استيلاء القراصنة الصوماليين على عشرات السفن التجارية في مياه البحر العربي بكل سهولة ويسر، بينما السفن والبوارج الحربية الأمريكية وغير الأمريكية من أوروبية وهندية وغيرها تغطي المساحات الواسعة من سطح تلك المياه التي تتم فيها عمليات القرصنة؟ ومثل هذا يجعلنا نشك في أمر تلك الدول الكبرى في جديتها بمحاربة الإرهاب وأعمال القرصنة جزء منها بالإضافة إلى ما نسمع من تصريحات بأن أمريكا سوف تقوم بمحاربة الإرهاب لوحدها داخل البلدان الأخرى وهذا الأمر يثير الشك في النفوس في أن الولاياتالمتحدة لها نوايا أبعد من محاربة الإرهاب وهذا الأمر يستدعي من البلدان المستهدفة أن تتعامل مع كل التحركات القادمة بكل حذر، لأن ترك الأمور لما تريده تلك الدول بتحييد الدول المعنية عن مهامها في محاربة الإرهاب يعني انتقاصاً لسياسة البلد، لذا نقول: إن بلادنا قادرة على مكافحة الإرهاب فيها وهي المعنية أولاً وأخيراً وعلى الآخرين أن يفهموا ذلك.