لا ندري من أين جاءت هذه الظاهرة الغريبة التي أوسمنا بها مقالتنا وكيف أنها عشعشت واستقرت في عقول الكبار قبل الصغار ,من مستخدمي الدراجات النارية ,وهي أن الدراجة النارية تعتبر من صنف المشاة ,عند استخدامها في الطرقات والشوارع العامة أو في أي مكان ,وهي ظاهرة جعلت من المتمسكين بها فريسة للمركبات ونزلاء المستشفيات ,الذين ينتهى بهم الأمر إلى جروح أو عاهات مستديمة أو موت محقق , لعدم التزامهم بالأنظمة والقواعد المرورية ,على عقلية وطريقة أنهم مشاة بينما النظام المروري يسري على الجميع من مستخدمي الطريق من عربات ومركبات وبشر. فهذه الظاهرة المهلكة التي استمرأتها فئة مستخدمي الدراجات النارية ,على أن لهم الحق بين كل لحظة وحين وفي كل الأحوال بقطع الإشارة الحمراء ,والسواقة العشوائية وسط زحمة السيارات والدخول في التقاطعات الأخرى ,في وجه السيارات بشكل أفقي ظناً منهم بأنهم ممنوحون ومتميزون بميزة خاصة ,دونما استيعاب العبرة مما يحدث لذوي الدراجات النارية جراء سوء الاستخدام وعدم الانضباط للنظام المروري مثلهم مثل جميع مستخدمي الطريق.. وربما بإثارتنا لهذه القضية التي أصبحت مشكلة كل المحافظات أنها تضيف اعباء جديدة على كاهل العقيد الدكتور عبدالعزيز البيلي المدير العام لسلطة المرور بمحافظة حضرموت فوق ماعليه من أعباء مرورية (ميدانية وإدارية) وكما يعرف عن محافظة حضرموت تميزها بمنافذ متعددة ومساحة جغرافية واسعة وحركة دؤوبة لأنواع واشكال من المركبات بصورة لا تنقطع ليل نهار ,وهو ضرب من ضروب العمل المضني مما يحتاج جهداً غير عادي. ولما عرفته من سمات حميدة في شخص (البيلي) وعرفها عنه الكثيرون غيري ,تفهمه للقضايا ودراستها والتجاوب معها متى اقتضى الأمر ذلك , ولما يقدمه رجال المرور بمحافظة حضرموت من عمل جدير بالإشادة ويشكرون عليه بفضل الإدارة الحكيمة التي يعملون تحت اشرافها ,فإننا نتعشم في العقيد الدكتور البيلي تنظيم حركة مستخدمي الدراجات النارية , للحفاظ على سلامتهم وسلامة الآخرين مع إدراكنا بأن ذلك لن يتم بعصا سحرية أو بين عشية وضحاها والذي يعتبر تحقيقه بمثابة وسام شرف على صدر كل رجل مروري في هذه المحافظة حضرموت.