نترحّل في العدد الجديد من «كتاب الرافد » مع الدكتور أحمد عبد الملك، حيث نتوقّف أمام “ لطائف الكلام “ لنلامس ذلك المدى الما ورائي عند القائل، وفي المقول، ولنستشفّ من تضاعيف الاختصارات جملة من البوارق واللمحات التي تشي بالحكمة، وتقترب من تخوم الحقيقة، فيما تعتمد لغة اختزالية تفسح المجال للتخييل .. عُرف الدكتور احمد عبد الملك بوصفه كاتباً تنساب كلماته بنعومة متدفقة، حتى أن كتاباته الاجتماعية فاضت بالاحتياط، مُتنكّبة لذة المكاشفة، ورائية لسيكولوجيا القلوب في تقلباتها ومعارج حضورها، وأسباب ارتقائها . هنا نقف على نصوص وامضة كما لو أنها إشارات ضوئية على دروب المتاهة البشرية .. مُشعْرنة بتميمة “ الهايكو “ الياباني، وفراغات “ التاو “ الصيني.. هنالك حيث يُنثر الشعر ويُشعْرن النثر . سيجد القارئ الكريم وراء كل بارقة معنى، وبعد كل كلام مقام ومقال، كما سيسعد بنمط من الكتابة التي تُناجز العصر بإيقاعه المتسارع، ولا تلوي على شيء في سبيل البوح الكاشف للنفوس . في لطائف الكلام نسمع ما نرى، ونرى ما نسمع، فيما تُسافر الكلمات على جناح الرشاقة الأسلوبية، والتداعيات التلقائية، فاسحة المجال لقراءة الذات قبل الآخر، واستجلاء كيمياء السعادة من خلال سلطة العاطفة، والإمساك بالتحولات الحياتية من خلال نواميس الوجود الكلية.. هذا ما يعدنا به كتاب الدكتور أحمد عبد الملك، مما يتسع له فطنة القارئ الكريم، ويضيف مفردة جديدة لسلسة كتاب الرافد . [email protected]