منذ بضع سنين مضت نشطت قرصنة بحرية ضد السفن التجارية، والمدنية في مياه بحر العرب، وقبالة السواحل اليمنية والصومالية.. وكل إمكانات “القراصنة” لا تزيد عن زوارق صغيرة وأسلحة شخصية خفيفة.. ومع ذلك أشاعوا الخوف والرعب في الملاحة البحرية في خليج عدن وفي مياه بحر العرب والمحيط الهندي قبالة السواحل الصومالية واليمنية مما آثار وألّب عليهم العالم الذي تحرك كبيره وصغيره بالسفن الحربية المتطورة, والحديثة، والمسلحة بأحدث الأسلحة لمواجهة هذا الخطر الداهم رغم إمكاناته المتواضعة.. ومع ذلك مرت الأشهر والسنون و«القراصنة» الصوماليون مازالوا على نشاطهم المعهود.. ولم تحد من نشاطهم وقرصنتهم لا أمريكا، ولا فرنسا، ولا روسيا، ولا الهند ولا تركيا.. بكل تفوقهم البحري. إن الأمر يدعو إلى الغرابة، وكذا التعجب!! عن فشل العالم بأساطيله من تقويض، وإنهاء القرصنة الصومالية في المنطقة. لذا نتساءل:هل العالم فعلاً كان ضد القراصنة؟! وهل كان يريد تأمين المنطقة البحرية هذه من القرصنة؟! المنطقة البحرية من باب المندب، وخليج عدن والممتدة إلى بحر العرب والمحيط الهندي قبالة السواحل اليمنية، والصومالية.. منطقة بحرية استراتيجية للملاحة العالمية «تجارياً، وعسكرياً» «أثناء السلم وأثناء الحرب»، وتطمع كثير من القوى الكبرى للتموقع البحري فيها.. وقد فشلت بعض القوى العالمية أن تقنع اليمن في إيجاد موطئ قدم لها في الجزر والسواحل اليمنية.. وبعد محاولات عديدة فاشلة ظهرت نشاطات القرصنة البحرية في المنطقة البحرية هذه لتتواجد عقبها السفن البحرية للعديد من الدول الكبرى بحجة مكافحة القرصنة، والقضاء عليها.. مما يجعلنا نشك في وقوف قوة كبرى وراء هذا النشاط ليكون مبرراً لتواجده البحري العسكري في هذه المياه. وعليه فإنها لم تأت للقضاء على القرصنة.. ولكن الحفاظ عليها كحجة لاستمرار بقاء أساطيلها في المنطقة “تراقب تتجسس تجمع معلومات” عن المنطقة ومحيطها الواسع حتى جنوب وشرق آسيا، والساحل الشرقي لأفريقيا.. “الحكاية جداً مزعجة”.