كنا نسمع عن القرصنة في غابر الأزمان أي أثناء السفن الشراعية الكبيرة، والقراصنة هم عبارة عن مجموعة من اللصوص القتلة الذين يجوبون مناطق معينة من البحار حيث تتركز خطوط الملاحة الدولية بغرض نهب السفن والبحارة ومن على السفينة.. وكنا نقول: أن زمن القرصنة والفلتان الأمني البحري قد ولّى بفعل تطور وسائل المواصلات البحرية وتقدم البحرية العسكرية، وإمكانات خفر السواحل، وكذا إمكانات رصد كل مكان على الكرة الأرضية من خلال الأقمار الصناعية المدنية والعسكرية التجسسية.. لكن كل هذه التصورات خابت بعد انهيار الدولة الصومالية.. وانتشار القراصنة الصوماليين في مياه البحر العربي وتهديد الملاحة البحرية في هذه المنطقة الإستراتيجية لخطوط الملاحة المدنية والعسكرية بين الشرق والغرب إلى حد أصبح مخيفاً. منذ بضع سنين تشكّل تحالف دولي لمكافحة القرصنة في مياه البحر العربي، وشمال المحيط الهندي.. وهي قرصنة صومالية مائة في المائة ذات إمكانات جداً ضعيفة.. ولا ندري ماهو سر هزيمة التحالف الدولي أمام هذه القرصنة، وعجزه عن تأمين المنطقة رغم الشراكة الأمريكية، والفرنسية فيه بإمكاناتهما الهائلة وقدراتهما غير المحدودة بملاحقة تحركات القراصنة، وتحديد مواقعهم من خلال رصد الأقمار الصناعية العسكرية التجسسية، ومع ذلك، وبعد بضع سنين مضت فمازال التحالف الدولي بكل إمكاناته الهائلة ينهزم أمام القرصنة التي مازالت تهدد الملاحة البحرية بين الشرق والغرب في منطقة البحر العربي وشمال المحيط الهندي. أشك في عجز التحالف الدولي في مكافحة واجتثاث القرصنة.. وأعتبر العجز هذا مفتعلاً، ومتعمداً.. لتبقى القرصنة.. ويبقى التواجد الدولي البحري التجسسي في المنطقة لأهداف وغايات أخرى استعمارية عدوانية ضد عالم المحيط الهندي.