كتب الكثير من الكتاب وامتلأت أعمدة الصحف التي تعيب على قادة العرب استخدامهم لعواطفهم في تعاملهم مع الآخرين، فالعرب عندما يتفقون مع غيرهم لأي أمر كان فإنهم يكونون صادقين فيما اتفقوا عليه لكن بالنسبة للآخرين فإن الأمر يختلف تماماً عندهم فهم ينظرون إلى مصالحهم أولاً قبل أي اتفاق مع العرب والدلائل والشواهد كثيرة فهم يستخدمون عقولهم ويستبعدون العواطف حيث لا مكان لها في عالم المصالح وهم بذلك محقون ؛ لأنهم يعملون على حماية مصالحهم مهما كانت الأساليب التي يتبعونها ففي نظرنا نحن - العرب - أنها أساليب خارجة عن القيم والأخلاق إلا أنهم يرونها ذكاء وضحكاً على العرب كم هي التنازلات التي قدمها العرب ومن هذه التنازلات مامست الكثير من مصالحنا العربية، فنحن العرب لا أبالغ إذا قلت بأن كلمة معسولة أو وعد لايستند إلى مصداقية سرعان مانشعر حينها أننا قد انتصرنا واستطعنا أن نحقق أهدافنا بينما غيرنا بمن فيهم أعداؤنا يضمرون لنا غير ذلك وبصريح العبارة فهم يضحكون علينا ؛ لأنهم يدركون جيداً ومن خلال تعاملهم وتجاربهم معنا خلال عشرات السنين بأننا سرعان ما نصدق إذا قيل لنا وأننا سرعان ماننسى الماضي الذي يجب أن نتعلم منه درساً مفيداً لنا ومع كل تلك الأساليب الخبيثة التي يتعاملون بها معنا وإدراكنا نحن لها إلا أننا لازلنا نركض وراء أولئك الذين أساءوا إلينا واغتصبوا وساعدوا على اغتصاب حقوقنا ولم نستفد من التاريخ المليء بالعبر والعظات ولنضرب مثالا على ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية التي أغرقتنا بالوعود الوردية ، خلال السنوات الماضية من أنها ستعمل على الإسراع بحل القضية الفلسطينية وهكذا تأتي إدارة وتذهب أخرى ويظهر رئيس ويغيب آخر والقضية في محلك سر إن لم تزدد سوءاً عن سوء من خلال ماتقوم به إسرائيل من عربدة داخل الأرض المحتلة وعلى مرأى ومسمع الإدارة الأمريكية إن لم يكن بضوء أخضر منها وهنا سنقف عند الإدارة الأمريكية الأخيرة وعند رئيسها أوباما الذي هلل وصفق له العرب كثيراً من أنه المنقذ المنتظر والسؤال :لماذا فعلنا ذلك والجواب: لأننا نفكر بعواطفنا لا بعقولنا لأن أوباما لايستطيع فعل شيء لأن الذي يحكم السياسة الأمريكية الخارجية هو الكونجرس والذي تسيطر عليه قوى صهيونية متطرفة وإذا كان الأمر غير ذلك فأين الوعود التي قطعها أوباما على نفسه عند تسلمه الإدارة الأمريكية حول القضية العربية؟! بالإضافة لذلك أين الترجمة العملية لخطابه الذي ألقاه في جامعة القاهرة؟! كل ذلك كان سراباً وضحكاً على الذقون فإسرائيل لازالت تعربد وتتحدى القانون الدولي والعرب لازالوا يركضون وراء سراب الوعود الأمريكية ولكي يضع العرب لأنفسهم شخصية قوية عليهم أن يستفيدوا من الدرس التركي.