أبوظبي في 12 يوليو / وام / اهتمت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الإفتتاحية بمفاوضات السلام الفلسطينية - الاسرائيلية المتعثرة التي لم تحرز تقدما رغم مبادرات ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما التي تعتبر سياستها الحالية امتدادا لسياسات الادارات السابقة بهذا الخصوص حيث تتفادى الادارة الامريكية ممارسة اي ضغط حقيقي على حكومة بنيامين نتانياهو لتلين موقفه وتخفيف تعنته. وتحت عنوان "جولات كيري المتعددة " قالت صحيفة " البيان " ان ملف مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية لا يزال يراوح مكانه على الرغم من عديد المبادرات التي طرحتها الإدارة الديمقراطية التي تحكم البيت الأبيض منذ نحو خمسة أعوام ..ومع تغير رأس الدبلوماسية الأميركية منذ مطلع 2013 إلا أن جديداً لم يطرأ على ذلك الملف الشائك والسبب قديم وجديد وهو تعنت حكام تل أبيب الذين ما فتئوا يدفنون أي مبادرة جدية أو حتى شبه مبادرة لحلحلة العقد التي يضعها الإسرائيليون. وأوضحت الصحيفة ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري زار منطقة الشرق الأوسط خمس مرات وأجل السادسة مؤخرا دون أن ينجح حقيقة في تحريك المحادثات قدما بل وعاد إلى اتباع نفس السياسة الأميركية التقليدية في الضغط على الطرف الفلسطيني الأضعف واستدراج التنازلات منه مقابل وعود جوفاء تقدمها حكومة بنيامين نتانياهو لا تلبث أن تتراجع عنها وسط صمت واشنطن المطبق. وأكدت ان إحياء عملية السلام أمر ملح وضروري وسبل تحقيقه معروفة للقاصي والداني من المراقبين وهي الضغط بشكل جدي على إسرائيل ودفعها نحو الالتزام بمتطلبات ذلك السلام خاصة أن الإدارة الأميركية الحالية في عهدها الثاني الذي مضى عامه الأول.. وبالتالي فإن ما يعرف بحاجة الرئيس الأميركي إلى أصوات اللوبي الإسرائيلي لم تعد مطلوبة ما يعني في نهاية المطاف أن التركيز يجب أن ينصب كله على توجيه رسائل حازمة إلى الإسرائيليين لكي يتوقفوا عن اتباع أساليب المراوغة المتمثلة في استباق أي زيارة للراعي المفترض لعملية السلام بالإعلان عن إنشاء مستوطنات أو تسمين تلك الموجودة ضاربين عرض الحائط بذلك بأي مقومات سليمة لبناء مفاوضات تنتهي بنتائج ملموسة على الطرفين. وشددت "البيان" في ختام افتتاحيتها على أن كثرة الكلام عن السلام والمماطلة الإسرائيلية المعهودة باتا أمرا غير مقبول على الإطلاق لأن استمرار هذه السياسات سيفضي بطبيعة الحال إلى انفجار سيطال أول ما يطال إسرائيل نفسها وحينها لن ينفع تل أبيب ترسانة الأسلحة وجدران الفصل العنصري. من جانبها أكدت صحيفة "الخليج" ان الرئيس الأمريكي براغماتي يرى أنه لا بد من الاحتيال على الظروف حتى يصل إلى أهدافه والمتطرفون الصهاينة مثل نتنياهو وليبرمان دوغماتيون لا يقبلون حتى الحديث في الذي يرون أنه جوهر عقيدتهم. وقالت الصحيفة تحت عنوان "الصديق الحقيقي" ان كثير من الإسرائيليين خصوصاً المتطرفين منهم رأوا في سياسات أوباما في الاقتراب من العرب تناقضا مع مصلحة كيانهم كما أن كثيراً من المناوشات بين نتنياهو والبيت الأبيض جرت بسبب الاختلاف حول تكتيكات الرئيس الأمريكي في مقاربة الصراع العربي الإسرائيلي وفي الطرف الآخر كان هناك الكثير من العرب الذين تصوروا أن الانصاف للقضية الفلسطينية سيأتي على يدي أوباما خصوصا بعد خطابه في جامعة القاهرة بعد توليه السلطة في الفترة الأولى من حكمه . ولفتت الى ان الفرح العربي لم يستمر فسرعان ما تبددت الأوهام حيث بدت السياسة الأمريكية في جوهرها لا تختلف أبداً في عهده عن عهود من سبقه وقلة تبقى في الوطن العربي وبالذات في فلسطين مازالت الأوهام تراودها ولكن في "إسرائيل" فالنقاش لم يستقر بعد والخيبة من أوباما على ما يبدو لم تتلاش بعد عند المتطرفين الصهاينة ومن أجل أن يبدد هذه الخيبة ويزيل سوء الفهم نهض السفير "الإسرائيلي" السابق في واشنطن مايكل أورن ليعلن "للإسرائيليين" أن أوباما صديق حقيقي وأنهم أساءوا فهمه . واضافت ان الكثير من العرب ولا حتى كثير من اليهود لم يحتج تزكية السفير "الإسرائيلي" السابق ليعرفوا أن الرئيس أوباما ليس معادياً للكيان الصهيوني وأنه على العكس يعمل على حماية مصالحه فهو قد أدرك أن سياسة نتنياهو المتطرفة لا تخدم "إسرائيل" في المدى البعيد حتى وإن حققت له مكاسب في الأجل القصير و كان يريد من المتطرفين "الإسرائيليين" مرونة في التكتيكات وليس في المبادئ و لم يعترض أوباما على الاستيطان وكان مع بقاء المستوطنات لكنه رأى أنه من أجل الوصول إلى اتفاق نهائي لا بد من تقديم بعض التنازلات الشكلية مثل وقف أعمال الاستيطان خلال المفاوضات. وقالت "الخليج" في ختام افتتاحيتها ان وقف الأعمال الاستيطانية لا ينهي الاستيطان نفسه فنتنياهو والمتطرفون معه ينظرون إلى الأمر نظرة صهيونية محضة فالاستيطان مبدأ لديهم لا تجوز المساومة عليه حتى شكلياً والأرض الفلسطينية كلها أرض صهيونية في نظرهم واستيطانهم فيها نظرياً وعملياً عقيدة التخلي عنها تكتيكياً كبيرة من الكبائر وهذه تفسر المسارعة من حكومة نتانياهو للإعلان عن خطط استيطانية كلما حصل تحرك سياسي من أجل بدء المفاوضات . /خلا/ تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/ع ع/مص