في يونيو حزيران 2009 خاطب الرئيس الأمريكي باراك أوباما العالم الإسلامي بلغة دغدغت الكثير من العواطف بعد أن كان قد اختار جامعة القاهرة مكاناً لإلقاء الخطاب الذي حاول فيه تَسويق فكرة أنه عازم على فتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي. وبسذاجة عدم الإدراك أن المؤسسات هي التي تصنع السياسة في الولاياتالمتحدة وليس الرؤساء؛ نزل خطاب أوباما من جامعة القاهرة علينا برداً وسلاماً وأملاً.. لكننا سرعان ما استيقظنا من الحلم مذعورين، حيث بقيت القضية الفلسطينية في ذات الصفحة الأمريكية التي لا تستوعب شيئاً ما لم يتفق مع رغبات إسرائيل. وبعد ما بذل باراك أوباما من جهد جهيد للتنصل عما يراه اللوبي الصهيوني تهمة علاقته بالإسلام والتأكيد بأنه حدد خياره وأنه مسيحي أصيل هاهو يعلن عن زيارة الدولة الإسلامية الأكبر اندونيسيا، حيث يوجّه وهو يزور أكبر مساجدها خطاباً إلى مسلمي العالم فيحلو الحديث عن الإسلام وعن الشراكة والديمقراطية والتنمية. لكن خطاب اندونيسيا سيتصادم مع قناعات ما بعد خطاب جامعة القاهرة، ولهذا لا مفر من خطابات أخرى في زيارتيه للهند وكوريا، حيث من المنتظر أن يؤكد الإعجاب بالأبقار الهندية، ودورها في إثراء العالم الحر قبل التأكيد في اليابان وكوريا الجنوبية على منهج بوذا.. لا أسمع.. لا أرى.. ولا أتكلم.