من أدب الحوار قول الحقيقة، ومن السياسة الدفاع عن الرأي، لكن أن يتحول الأمر إلى الكذب والدفاع عن الكذب والكيد، بالشكل الذي يظهر عليه اللقاء المشترك في الوسائل الإعلامية من خلال بعض ممثليه، فإن المسألة تحتاج إلى إعادة نظر، لأن الاستمرار في المضي في خط الوهم نهايته الفشل الذريع، ولا يحقق للماضين فيه غير الخسران المبين. وقد تتبع الشعب بعض الحوارات الداخلية والخارجية، وتبين من خلالها حالة التناقض التي يظهر عليها القائمون على أحزاب المشترك، وأدرك الرأي العام المحلي والإقليمي والعالمي أن تلك الأحزاب لم تعد تمتلك زمام الحقيقة ولم تجرؤ على المبادرة إلى الاعتراف بالأخطاء، وباتت في حالة من التناقض وعدم الانسجام، الأمر الذي يجعل ممثليها أمام الإعلام غير قادرين على الاتزان؛ لأن الحجة لديهم واهية وضعيفة ولا تقبل الجدل. ولئن كانت حالة التناقض قد سيطرت على قيادات اللقاء المشترك، وبات همهم الأول والأخير محاولة النكاية بالشعب والإساءة إلى الهيئة الناخبة، فإن الأولى بهم العودة إلى جادة الصواب، وعدم المكابرة والاعتراف بالأخطاء وتقديم الاعتذار للشعب وعقد صلح مع بعضهم البعض، والدخول في انتخابات تنافسية والعودة إلى الهيئة الناخبة صاحبة الحق الشرعي في منح الثقة أو حجبها، وعدم المضي في النفق المظلم الذي رسموه لأنفسهم. إن الإيمان بمصالح البلاد والعباد والحرص على تحقيق الخير العام للناس كافة واللجوء إلى الوسائل السلمية المؤدية إلى التداول السلمي للسلطة بات الطريق الوحيد المشروع والآمن الذي يقبل به الشعب، كما أن الشعب لم يقبل بالمماحكات والكيد السياسي الذي مارسه المشترك خلال الفترة الماضية، ولعل حالة الشفافية ومصارحة الجماهير بما يدور في الكواليس قد يبصر الناس بحقيقة الأمور، ولم تعد تنطلي على الجماهير محاولات المخالفات والأكاذيب والزيف التي يصر عليها البعض في اللقاء المشترك. فهل حان الوقت للاعتذار للشعب والعودة إلى احترام الهيئة الناخبة؟! نأمل ذلك بإذن الله.