المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة التي تسعى لها الولاياتالمتحدةالأمريكية بين الطرف الفلسطيني والطرف الإسرائيلي لن تحقق أية نتيجة لصالح السلام في الشرق الأوسط مادامت سلطة الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين ينهشون في الأرض العربية الفلسطينية استيطاناً وخراباً وطرداً وتهجيراً لأبناء أرضنا العربية السليبة. وتثور تساؤلات عدة في هذا الشأن.. كيف يمكن أن يكون هناك سلام حقيقي وعادل في ظل تنصل إسرائيلي من كل القرارات الدولية المتصلة بالقضية الفلسطينية؟ كيف يمكن أيضاً أن يحدث أي تقدم في ظل مصادرة الأراضي والمنازل في مدينة القدس ومدينة الخليل وفي بيت لحم وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية؟ كيف يمكن أن تنجح مثل هذه المفاوضات في ظل عمليات بناء المستوطنات في كثير من الأرض المحتلة والسعي الإسرائيلي الحثيث لتهويد مدينة القدس وتهويد المقدسات الإسلامية بما فيها عملهم المستمر لهدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم..؟ كيف يمكن للمفاوض الفلسطيني أن يثق بالطرف الإسرائيلي، وهو يرى أن الطرف الإسرائيلي يرمي بكل الاتفاقيات السابقة التي تمت معه وكأنها لا شيء، بينما يتم الضغط على الجانب الفلسطيني ليتنازل عن كثير من الأشياء التي يناضل من أجلها؟ من ناحية أخرى كثير من أبناء أمتنا العربية والإسلامية يلومون النظام العربي لعدم توجهه الجاد نحو دعم المقاومة.. دعم المقاوم الفلسطيني وإيجاد نوع من التوازن بين السلام والحرب، فلا يعقل أن يعمل العرب من أجل السلام، بينما إسرائيل تستغل هذه الجهود من أجل حرب قادمة يتم فيها ضرب القضية الفلسطينية في الصميم. في ظل الفشل الذريع في المفاوضات يجب أن يتم التركيز على طريق آخر هو من أفضل الطرق لمواجهة تعنت إسرائيل وهو طريق المقاومة؛ فالمقاومة هي الوسيلة الوحيدة المتاحة حالياً لردع الاحتلال وفرض الشروط عليه.. ولننظر جيداً لما فعلته المقاومة في جنوبلبنان وما كانت عليه نتائج السير في طريق المقاومة؛ كما لا ننسى ما حققته المقاومة الفلسطينية في أرض فلسطين.. الحرب على غزة مثالاً لمدى ما يمكن أن تصنعه المقاومة.. إذا ما حصلت على دعم عربي .. دعم مادي ودعم معنوي. المقاومة يمكن لها أن تجبر إسرائيل وقادتها على تغيير أسلوب تفكيرهم وأسلوب تعاملهم مع عرب فلسطين وعرب لبنان وكل العرب، وسوف تغير من الصورة المرسومة عندهم للعربي أو المسلم، لقد أظهرت المقاومة مدى ما يمكن أن يستطيعه العرب والمسلمون.. إن هم اتجهوا إلى نصرة المقاومين وعملوا على فك الحصار الإسرائيلي على عل قطاع غزة.. وأن يستغلوا تحولات تركيا نحو عالمنا العربي والإسلامي بما يساهم في تحرير الأرض العربية المحتلة.. إذا أراد العرب حقاً أن يظهروا للعالم أنهم جادون في السلام فعليهم أن يظهروا أولاً أنهم جادون في السعي لتحرير أرضهم بكل الوسائل المشروعة التي أقرتها هيئة الأممالمتحدة.. وأقرها القانون الدولي وكل الشرائع الإنسانية.. عندها فقط سوف يكون هناك صدى إيجابي وواقع ملموس للمفاوضات السياسية نحو السلام المنشود، وكما قال الراحل ياسر عرفات في مؤتمر الأممالمتحدة الشهير: إن غصن الزيتون في يد وإن البندقية في اليد الأخرى.. وعلى العالم أن ينتصر للسلام لغصن الزيتون .. وإلا فإن البندقية قادرة على صنع السلام ولو بعد حين.. أما أمريكا فماذا فعلت منذ بداية المفاوضات وحتى الآن لا شيء سوى إخضاع المفاوض العربي لما يريده العدو الصهيوني وإضعاف ومحاصرة وضرب المقاومة والسعي لإنهاء أي مكمن قوة للعرب حاضراً ومستقبلاً.. فهل يعقل العرب قليلاً ويتجهون لدعم قوى المقاومة في الأرض المحتلة كما في السابق، وأن يكون هناك توازن بين العمل الفدائي المقاوم والعمل السياسي المفاوض؟. تظل هذه مجرد أمنيات للمواطن العربي وللشارع العربي ككل...!!