أيام قلائل ويغادرنا العام 2010م ليفسح المجال في حياة العالم لحلول العام2011م.. كل الآمال والتطلعات، والأماني، والأحلام التي كانت ترجوها شعوب العالم عند توديع العام 2009م، واستقبال العام 2010م ذهبت أدراج الرياح..إذ لم يتحقق منها ولا حتى القدر اليسير. وها نحن نودع العام2010م..ونستقبل العام 2011م وما زالت الآمال و الأحلام، والأماني، والتطلعات هي نفسها..ويحدونا الأمل أن يكون العام 2011م أفضل من العام 2010م الذي كان عاماً كله إحباط وفشل ..لقد كان عاماً سيئاً، مؤلماً، مُراً، موجعاً، لكل شعوب العالم التي ازدادت معاناتها، ومشاكلها، وآلامها،ووجعها، وجوعها، وبؤسها، وخوفها وفقرها، وبطالتها، وصحتها عن أعوام سبقت عام 2010م. إني لا أتفاءل ب«العام 2011م» ولا أرى أنه سيحمل البلسم الناجع لمشاكل العالم، ولا الحل السحري للفوضى العالمية، والظلم، والقهر والخوف، والجوع، والفقر..مادام النظام الطاغوتي الصهيوني الرأسمالي الجديد يفرض نفسه على العالم، ويختزل المجتمع الدولي في دولة واحدة تتميز بالاستكبار، والاستعلاء، والغطرسة، وتخضع ممثلة بنظامها لهيمنة الرأسمالية الصهيونية الشيطانية. (2011م) لن يختلف عن سلفه العام 2010م إلا في حالة واحدة هي أن تنتفض شعوب العالم وأنظمتها على«استبداد وطغيان وجبروت وشر، وشيطنة، واستعلاء، واستكبار، وغطرسة» الرأسمالية الصهيونية وتنتهج سياسات حازمة موحدة لإعادة التوازن الدولي للنظام العالمي وتحرير مؤسساته من قبضة الطاغوت الصهيوني الجديد..وتحرير القرار الدولي من هيمنة الظلم والقهر والشر وإعادة صياغة النظام الدولي نظرياً وعملياً، وإعادة بناء مؤسساته وآلياته وفقاً لمعايير مهنية تخدم السلام والأمن العالميين وتحقيق العدالة، والمساواة، والتنمية على كوكبنا. وعلى أي حال لا تشاؤم، ونظل نأمل بما عند الله سبحانه ..وإذا كنا قد ضقنا ذرعاً،ولم نعد نتحمل علينا ترديد القول المأثور«ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج» ولذا فإن ما يحدث وما يعتمل في العالم قد يكون المخاض لعالم جديد فعلاً كله عدل وخير وأمن وسلام.