يمن بلا قات هدف استراتيجي مهم جداً.. لايجب أن يكون مسئوولية الدولة لوحدها, أو المنظمات المدنية لوحدها.. لكنها مسؤولية الجميع (دولة, ومجتمعاً مدنياً, وأحزاباً, ورجال دين, واتحادات, ونقابات إبداعية) ويستوي في المسؤولية في الحرب ضد (القات) الرجل والمرأة.. كون (عادة أو إدمان تناول القات) لايقتصر على الرجل, بل صارت المرأة أيضا ممن أدمن تعاطي القات, ولا أبالغ إذا قلت إن بعضهن أصبحن أكثر شراهة على القات, ويقضين ساعات أطول من الرجل في (التخزين) وتدخين (النارجيلة) التنباك.. أو (الشيشة) اثناء تناول أغصان القات. إن القات مشكلة عويصة, ومزمنة اقتصادية, واجتماعية وصحية تعاني منها البلاد.. وهو سبب لضياع معظم ساعات اليوم دون أي مردود يذكر.. وهو سبب في الفساد, وهو سبب في الفقر, وهو سبب في فقدان الشهية, وبالتالي سوء التغذية, وهو سبب في انحراف الكثير من الناس, وهو سبب في استنزاف المياه, وكذا ضياع الكثير من المساحات الزراعية.. إنه علة تستنزف الكثير من موارد المجتمع ووقته, ومداخيله. إنه (آفة رهيبة) لابد من اجتثاثها, والتخلص منها من خلال سياسات مخططة, ومجدولة زمنيا, وآليات ناجحة, وثقافات شبابية جديدة, وعمل متواصل ومثابر وحثيث.. إن المشكلة تحتاج إلى حرب يومية دون هوادة أو وهن, واسترخاء, ودون جعلها نشاطاً مناسباتياً, مع الأخذ بعين الاعتبار تبني سياسات بديلة لمزارعي القات, وبائعي القات فهولاء جزء من الشعب يعيشون على مردود القات.. ناهيك عن الشباب الذي انغمس تحت وطاة الفراغ في تمضية وقته في تناول القات.. مما يدعو إلى ايجاد بدائل تستغرق وقته فيما يفيد. إن مشكلة القات تحدٍ معقد وغير عادي.. ومكافحة زراعة وتعاطي القات تحتاج إلى إرادة قوية, وعزيمة عالية, وتحتاج إلى زمن, وكذا استراتيجية تحدد السياسات والبرامج, والخطط المرحلية لهذه المعركة.. وتحدد الوسائل, والبرامج الفكرية والثقافية, والعملية لذلك.. وتحدد المسؤوليات والمهام لكل الشركاء في هذه المعركة (رسميين, ومجتمعاً مدنياً, وإعلاماً, ومؤسسات ثقافية, وفكرية, ودينية, وشبابية, ونسائية , وتربوية, وحزبية) والله المعين.. ومنه التوفيق.