في أصعب اللحظات يقف المرء أمام أسئلة عديدة تقف أمامه وتجعله في حيرة من أمره، هذه الأسئلة تعد بمثابة امتحان صعب للذين يدركون أن لا مخرج إلا بإجابات تحمل في ثناياها الخلاص والعودة إلى مربع العقل الذي من خلاله تنبلج عناوين الحيرة الكاسرة وتبقى وإلى الأبد جادة الصواب الفاصلة. ثمة أسئلة في واقعنا المعيش سواء العربي أو المحلي بحاجة إلى من يترجمها لتصبح مفتوحة أمام النخب الفاعلة في المجتمع التي يجب أن تكون على مقربة من مناطق التأزيم التي تحدث هنا أو هناك بغرض لم شمل المشكلات الدائرة في المجتمع والاقتراب منها والعمل على ملامستها ووضع الحلول المناسبة قبل أن تستفحل بحيث تكون ذات جدوى أمام سيل المتطلبات العامة. وهذا لن يتأتى إلا متى ما أتحنا الفرصة أمام النخب لكي تؤدي دورها المطلوب باعتبارها إدارة فاعلة خاصة في ظل اختلاط الكثير من الأمور التي تتفاقم بشكل متسارع نتيجة عدم التعاطي الجدّي معها وتصبح فيما بعد متشابكة لا يمكن إيجاد طرف لها. ما جعلني أتطرق إلى هذه المسألة خاصة في ظل الظروف والمتغيرات التي يمر بها عالمنا العربي دون استثناء تلك الأسئلة التي برزت في ذهنية المواطن وهو يرى كثيراً من المتغيرات التي برزت مؤخراً في أسلوب التعاطي مع هذه الأحداث. الأسئلة الحائرة التي تدور في بال الإنسان البسيط الذي يتعامل مع الأحداث بشفافية تتلخص في أسئلة عديدة أولها: ما الذي يحدث الآن ؟ وكيف يمكن الخروج من الأزمات التي تعصف بكل قوة بحياته وأمنه واستقراره؟ وكيف نعالج ما يجري بعيدًا عن رياح الفوضى الخلاقة التي تشرعن خارطة الحياة للإنسان في هذا الكون؟ ولكي تتم الإجابة بعقلانية وبعيداً عن العواطف والتمنيات فإنه لابد من قراءة الواقع العام الذي تشكلت فيه هذه الأسئلة وتجري في كل أركانه عناصر البحث عن المسببات التي أدت إلى وجود حالة الإهمال والتغاضي عن المشكلات والصعوبات, بمعنى أن نقوم قبل كل شيء بمراجعة شاملة عن مكامن السلب التي أوصلت الأمور إلى المنزلق وتقييمها حتى نصل إلى موطن الداء واستئصال الأورام الناتجة بعملية جذرية. ومن خلال هذا يمكن لنا أن نتفرد بكل ثقة في استنباط مكامن الخلل ونتلافى كل شيء قبل وقوعه بعيون فاحصة وقلوب مفتوحة لأن المشكلة تظل مشكلة مادامت لم تجد لها الحل المناسب في نظر الكثير من العلماء والمفكرين. بهذا أستخلص أن أية أسئلة قادمة ستجد لها إجابات لأننا عملنا بالفعل على ملامسة الكثير من الأمور في مناخ آمن يتيح لنا التحرك على مربعات المشكلات التي لا مخرج منها ونستطيع أيضاً أن نقاوم أسس المشكلات التي تأتي دون أي إبطاء. كما أنه لا يغيب عن ذهن النخب الفاعلة في المجتمع أن الأدوار المهمة التي يجب أن تؤديها ليس في الإشارة إلى مواطن الخلل بل بالعمل على إيجاد الحلول لها في سبيل القضاء عليها بتعاون الجميع، حيث ظلت هذه النقطة المهمة غائبة في مراحل كثيرة وإن تفعيلها لابد أن يكون هو السائد في ظل هذه المتغيرات باعتبار أن الوطن هو الأغلى لكل الشرفاء.