مازال نظام الدكتاتور القذافي المهووس يمارس أقسى أنوع الاستباحة لشعبه الأعزل، ولا يتورع عن استخدام مضادات الطائرات والمدفعية والدبابات والطائرات ضد المتظاهرين ، مواصلاً سياسة الأرض المحروقة، معتمداً على ترسانته العسكرية التي كدّسها ليواجه بها شعبه الجريح، متجاوزاً القوانين الدولية، بل وشروط توريد السلاح من قبل المُصدّرين الكبار. تلك الشروط التي تجيز استخدامها فقط في الدفاع عن البلد ضد الغزو الخارجي، ولكن الجميع يسكت، ولا يباشرون إجراءات واضحة المعالم ومقرونة أساساً بعقود بيع تلك الأسلحة الممنوع استخدامها ضد المواطنين . ماذا بعد كل هذا ؟ ألا يعني أن مبدأ الكيل بمكيالين سيد الموقف؟.. ألا يعتبر هذا المشهد البائس اختباراً كبيراً لأخلاقيات النظام الدولي الذي يلهج ليل نهار بالديمقراطية وحقوق الإنسان ؟ سلوك القذافي خير شاهد على المحنة الأخلاقية والسياسية للنظام الدولي برمته، وما جرى ويجري تعبير صاعق عن التعامل الميكيافيلي مع الحالة العربية، المقبولة حصراً طالما وأنها تؤمن المصالح التريليونية . المشهد الليبي ليس مفارقاً للحالة العربية ، فإذا كان القذافي يمثل النموذج الفولكلوري للدكتاتور البشع ، فإن المتغلفين بأوراق السلوفان الناعمة ليسوا أقل بؤساً منه. إلا من رحم ربي وأدرك أن الخروج المشرف، والسقوط الحر أجدى من العناد والإصرار على السير في درب المهالك. [email protected]