عندما يفقد الإنسان إنسانيته يتحول إلى مجرد وحش مفترس، هكذا عرف تاريخ البشر فترات حالة عدم الاستقرار ولذلك في كل مراحل الحياة السياسية ، يظهر العقلاء والحكماء ، من أجل توحيد الصف ومنع الاعتداء وحقن الدماء وصون الأعراض ، وقد شهدت الساحة اليمنية حالة من الفوضى والعنت الذي أظهرته بعض القوى السياسية وأصحاب الطموحات غير المشروعة وتجار الحروب ، وأصحاب النزعات الانتقامية والأهواء الشيطانية وكل من له ثأر مع غيره وجد في المشهد السياسي المخيف بغيته لممارسة إشباع رغباته الانتقامية. إن الرغبة المطلقة في الانتقام من الشعب باتت هي الحالة الظاهرة لدى تكتل أحزاب اللقاء المشترك، وأصبحت هذه القوى تحقق رغبتها في الانتقام من الشعب الذي حجب الثقة عنها في الانتخابات النيابية والمحلية والرئاسية فاستعانت عليه بشياطين الانس والجن واستخدمت كل وسيلة شيطانية بوضوح ، ولم يعد الأمر كافياً على الإطلاق ، فقد أضحت الأعمال على الأرض من إجرام وقتل وقطع للطرقات واعتداء على الأعراض والأموال العامة والخاصة وقتل النفس المحرمة واضحة ومعلنة، والأكثر من ذلك أن هذه القوى السياسية تعمل على تبريرها مثلما فعلت في أعمال القاعدة الارهابية والحوثية والإجرامية والحراك العنصري الانفصالي . إن الإصرار على سفك الدماء والاستعانة بالشيطان لتفكيك الوحدة اليمينية بات اليوم عملاً واضحاً ولم يعد مجرد تهديد، وقد أصبحت بعض الدول الشقيقة تدرك ذلك تماماً خصوصاً أن هذا التفكيك والتمزيق يستهدف أمن المنطقة العربية خدمة للعدو الصهيوني وكل من يرغبون في إنهاء كيان الأمة العربية ، ولم يخف على أحد ذلك التآمر الداخلي والخارجي على وحدة وأمن المنطقة العربية وبأيادٍ عربية للأسف. إن الواجب الشرعي والإنساني والأخوي يتطلب وقفة جادة من الأشقاء قبل الأصدقاء لمعرفة خلفيات التآمر على الوحدة اليمنية والاستهداف المباشر لأمن المنطقة برمتها، وهذه الوقفة الموضوعية الجادة تحتاج إلى إدراك متكامل لأبعاد المخططات العدوانية على وحدة المنطقة العربية وأمنها واستقرارها والعمل من أجل منع تنفيذ ذلك المخطط الإجرامي وان يضع الأشقاء أيديهم في أيدي إخوانهم من أبناء اليمن في سبيل منع العدوان على أمن المنطقة العربية ، وينبغي توحيد الجهود والطاقات لحماية كيان الأمة بإذن الله.