انعكست الأزمة السياسية اليمنية سلباً على المجتمع اليمني وحياته العامة حيث أثرت على الجانب الاقتصادي الذي أنعكس مباشرة على الجانب النفسي لدى المجتمع اليمني لاسيما ذوي الدخل المحدود الذي يعتمد على مرتبه الشهري أو أصحاب اليد العاملة الذين يعتمدون في كسب قوتهم وقوت أبنائهم ومن يعولون على دخلهم اليومي، فانخفاض مستوى الدخل أو انقطاعه مقابل ارتفاع مستوى الخرج بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية الناجم عن الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد تجعل المواطن اليمني في حالٍ لا يحسد عليه، لاسيما أثناء التصعيد المستمر للأزمة السياسية الأمر الذي أوصلهم إلى ثقافة تدمير أبراج الكهرباء وانقطاع التيار الكهربائي عن المنازل والمتاجر, وقطع الطريق أمام ناقلات الغاز ليدخل المجتمع اليمني مرحلة من الخوف والفزع ويعيش الجميع في ظلام دامس. ودخلت الأزمة السياسية مرحلتها الجديدة من التصعيد وخرج المعتصمون من ساحة الاعتصام بمسيرات تجوب شوارع المدن الرئيسة تثير الشغب وتعطل الحياة العامة، فتحرق الإطارات القديمة وتكسر إنارة الشوارع وبلاط الأرصفة وتشعل النار في بعض المركبات ويُعبث بالممتلكات الخاصة والعامة وتُغلق المحلات التجارية غصباً ويُقطع الشارع وتُغلق الطريق بهدف شل الحركة المرورية وتتعطل مصالح الناس فتهب فرق مكافحة الشغب من رجال الأمن البواسل لإزالة تلك المعوقات وإعادة الحياة إلى ما كانت عليه فتواجه من قبل المتظاهرين بالرشق بالحجارة ورميهم بالقنابل الحارقة المصنعة محلياً فتنشب معركة بين الطرفين حامية الوطيس يستخدم فيها رجال الأمن خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين والقنابل المسيلة للدموع والعصي، وتدخل في بعض المحافظات عناصر مندسة تؤجج الوضع وتتصيد بالماء العكر فتطلق الرصاص الحي فتسيل الدماء ويسقط قتلى وجرحى من أبناء اليمن، فيعتصر القلب ألماً وحزناً على ما يحدث بيمن الإيمان والحكمة وكل من جرح أو قتل فهو ابن اليمن والخاسر الأول والأخير هو اليمن. وما حدث قبل أيام بمحافظة العلم والثقافة تعز الحالمة من تصعيد للأزمة السياسية حيث قام مجموعة من المعلمين المنقطعين عن التدريس بمحاولة لاقتحام مكتب التربية والتعليم بهدف تعطيل الامتحانات ومعاقبة موظفي التربية على الخصومات والاستقطاعات من مرتباتهم بسبب الغياب وعدم التدريس وأيضا ما حصل من قطع لشارع جمال الذي يعد شريان الحياة لمدينة تعز ومنع الحركة المرورية فيه وإجبار أصحاب المتاجر على إغلاقها، وما حصل أيضاً من قبل عناصر المشترك والعناصر الخارجة عن النظام والقانون في تعز من الجمهرة والاعتداء على طلاب المدارس في الشوارع ومنعهم من التوجه إلى مدارسهم لتأدية امتحان نهاية الفصل الدراسي الثاني الأمر الذي فرض على أفراد من الأمن العمل على حماية الطلاب وإيصالهم إلى مدارسهم، فالمعلمون كما يقولون في الظاهر مضربون من أجل مطالبهم المالية في العلاوات المستحقة.. ولكن لماذا اختلطت أوراقهم مع أوراق أحزاب اللقاء المشترك؟! وما دخل الإضراب بالاعتصام وما علاقة بعضيهما ببعض؟! لذا أخاطب إخواني المعلمين وأقول لهم : المعتصمون لهم مطالب سياسية نعرفها جميعاً وأنتم لكم مطالب بسببها حاولتم تعطيل العملية التعليمية، لكنكم فشلتم في ذلك، وكنتم أقرب إلى المعتصمين من الإضراب وهذه حجة تلكأتم بها حتى أصبح العذر أقبح من الذنب، فإذا كان لكم مطالب أو مظالم فطالبوا بها بالطرق المشروعة عبر القانون الذي كفله لكم الدستور، بعيداً عن تعطيل العملية التعليمية فأنتم مربو الأجيال وصانعو المستقبل وينظر لكم نظرة كقدوة ومثل أعلى، فإذا كنتم تعلمون ذلك فتلك مصيبة وإن كنتم لا تعلمون فالمصيبة أعظم. ومن التصعيد الجديد الذي دعت له أحزاب المشترك ما حصل في تعز من محاولة اقتحام شركة النفط ومهاجمة أحد أقسام الشرطة وحرقه وقطع الحركة المرورية في شارع جمال من جديد وإجبار التجار على إغلاق متاجرهم بالقوة، وما حصل أيضاً بالحديدة، وما حصل في صنعاء من محاولة اقتحام لمجلس الوزراء، وما حصل مؤخراً في عاصمة محافظة إب يوم جمعة الوحدة من أعمال عنف وتخريب، لكن أبناء محافظة إب الإباء والشموخ بقيادة محافظها المخضرم صاحب الباع الطويل في المجال السياسي والقيادي القاضي أحمد بن عبد الله الحجري ونائبه الحكيم أمين أحمد الورافي رسما أروع الأمثلة في التعامل الراقي والحضاري مع هذه الأعمال الفوضوية التخريبية لتجنيب المحافظة الخراب والدمار وحقن الدماء وقطع الطريق أمام العابثين والمندسين من تحقيق مآربهم، وما يحصل الآن في بعض محافظات الجمهورية من توجه خطير وتحول في تأجيج الوضع هو الخطر بعينه وهي المحرقة الحقيقية التي حذرنا منها كثيراً ومازلنا نحذر من خطورتها، فاتقوا الله يا دعاة الفوضى والفتنة في شبابنا وأبنائنا، الجميع سيُسأل أمام العزيز الجبار بأي ذنبٍ ستزهق الأرواح البريئة يوم المحكمة الكبرى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم، فهلّا نعيد حساباتنا من جديد ونستشعر الله في وطننا وشبابنا وشعبنا ومكتسباته وممتلكاته. اللهم احفظ يمننا من كل مكروه ومن أراد به شراً فاجعل كيده في نحره وتدبيره في تدميره إنك على كل شيء قدير.. اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين.