تأبى النفوس الطاهرة العبث وترفض الفوضى والتدمير وتعشق الحياة الآمنة والمستقرة، وتظل النفوس المجبولة على البغي والفسوق والعصيان تنخر في جسد الأمة وتنعق بالخراب في حياة البشر بمختلف العصور. وقد عرف تاريخ البشرية نماذج متعددة تخرج عن إجماع الأمة وتشذُّ شذوذاً كبيراً في سلوكها, وتمارس أساليب لا تخطر على بال الشيطان الرجيم، وتصر إصراراً, وتستكبر استكباراً, وتظهر عدواناً آثماً على إجماع الأمة. إن النفوس المجبولة على الشر والعدوان لا تقيم لأحد وزناً, ولا تضع لأحد اعتباراً، ولا تؤمن بأخلاق ولا تعترف بثوابت، ويصبح همّها الوحيد (الأنا) الشيطانية التي لا تقبل بالآخر ولا تعترف بالإنسانية وحق الآخرين في الحياة. ولذلك تجد مثل هذه النفوس الشريرة العدوانية تبحث بلهث عن فعل الشر, ولا ترتاح ما لم تقم بفعل الجريمة المؤرقة لحياة الإنسانية. ويغلب على أصحاب هذه النفسيات الشريرة الرغبة المطلقة في التسلط واستعباد الآخرين وسلب حرياتهم, وإذلالهم بشتى الوسائل، وقد سببت للمجتمعات الإنسانية قلقاً, وخلقت حالة من الرعب لدى أفراد المجتمع المسالمين الذين يأنفون الاستعباد واحتقار الآخرين. إن مجتمعنا اليمني واحد من تلك المجتمعات الإنسانية التي شهدت ممارسات حاقدة من أصحاب تلك النفسيات المريضة. ولأن المجتمع اليمني شديد التمسُّك بجوهر الدين وبإرثه الحضاري والإنساني الذي خلّف أثراً ملموساً في حياة الإنسانية منذ آلاف السنين فإنه شديد الرفض لتلك النفسيات الحاقدة لأنه كالبحر يلفظ الجيفة ولا يقبل بوجودها في أعماقه. ولذلك فإن الأحداث والأزمات دائماً ما تبصر الإنسان اليمني وتزيده رفعة وخُلقاً وتجعله أكثر وحدة وتماسكاً في سبيل مواجهة نزعات الشر والعدوان وأكثر حرصاً على وحدته وشرعيته الدستورية, والنصر دائماً حليف اليمن بإذن الله.