وصل الإهمال في بعض المنشآت الصحية إلى أدنى درجة وأخص بالذكر هنا المستشفيات الكبيرة التي تتركز في عواصم المحافظات مما يعني ذلك أن حياة المرضى لا قيمة لها ولاتساوي شيئاً في نظرها وإلا ماذا يعني أن مستشفى كبيراً ويستقبل مئات المرضى يومياً وفي مختلف التخصصات لايملك مولداً كهربائياً لوقت الانطفاءات الكهربائية التي أصبحت مألوفة ومتكررة وبشكل يومي ولساعات طويلة والسؤال الهام الذي يطرح نفسه أمام هذا الوضع هو: كيف تتعامل هذه المستشفيات مع المرضى أثناء انطفاءات الكهرباء العمومية وهم داخل غرف العمليات الجراحية ومرضى الفشل الكلوي وغيرهم من المرضى الذين تتطلب حالاتهم توفر الكهرباء هذا من ناحية والسؤال الثاني الذي يطرح نفسه أمام هذه المستشفيات هو: ماهي الخدمات التي تقدمها للمواطنين الذين يرتادونها وأستطيع القول هنا: بأنها خدمات متدنية وبائسة ويا ليت أن تكون هذه الخدمات مجانية كما يجب أن تكون لكن أقول: أن كل خدمة تقدمها للمريض ابتداءً من ولوجه البوابة الرئيسة للمستشفى بمقابل وليس هناك من خدمة إلا بمقابل مما يعني ذلك أنها تحولت إلى مستشفيات خاصة مع فارق بسيط في الأسعار بينها وبين المستشفيات الخاصة وهذه حقيقة لايستطيع نكرانها أحد فالواقع يؤكد ذلك،فما سمعناه وقرأناه مؤخراً من مآسٍ تبعث على الحزن والألم ففي مدينة الحديدة توفي عدد من الأطفال في حضانات أحد مستشفيات المدينة بالإضافة إلى وفاة بعض مرضى الفشل الكلوي في غرف غسيل الكلى جراء انطفاءات الكهرباء لهذا نرفع أصواتنا عالياً لعل أصحاب الشأن في وزارة الصحة يسمعونها ونقول لهم: أعيدوا الصحة لوزارة الصحة ومرافقها التي لم تعد قادرة اليوم على الوفاء بالتزاماتها الإدارية والإنسانية ونحن هنا لانريد أن نشطح بمطالبنا كماهو الحال في البلدان القريبة والبعيدة منا بل نريد الحد الأدنى من الخدمات الإدارية والصحية الحكومية حتى لايتحول المرضى المرتادون لتلك المرافق إلى فرائس تستغلها المستشفيات الخاصة والتي يخرج منها المريض خالي الجيوب خصوصاً في ظل غياب الرقابة عليها وللتذكير أقول: أن بعض البلدان القريبة قد أعدت فرقاً طبيبة متخصصة ومجهزة لزيارة المرضى في بيوتهم خصوصاً البعيدين من المستشفيات وبالذات كبار السن والمعوقين والفقراء. واللهم لاحسد .