القليل من الطعام المفيد في رمضان يكفي بما يشبع ويغذي ويعين على العبادة لأن حق الروح من الغذاء لا يقل أهمية عن حق الجسم منه خاصة حين تكون العبادة في رمضان الشهر المحفوف بالرحمات وساعات الإجابة التي تتخلل النهار والليل لكل مسلم صام رمضان إيماناً واحتساباً بكل جوارحه قبل وبعد صيامه عن الطعام والشراب.. ولكي يحصل الجميع على القسط الكافي من التغذية يجب أن يكون هناك توازن بين عناصر الغذاء بحيث تحتوي وجبة الإفطار مثلاً على الحد المعقول من السوائل “ماء عصائر طازجة أو مجففة شوربة” والسكر الطبيعي “التمر الفواكه” والفيتامينات «الخضار السلطة» والنشأ “الأرز الحبوب المكرونة البطاطا..” والبروتين الحيواني أو النباتي “لحم أحمر لحم أبيض سمك بقول خضراء أو حمراء” وطبعاً كل ذلك بكميات قليلة ومعتدلة ودائماً أؤكد على فكرة الطبق الفارغ والتي تقوم في معناها على أساس صحي وحيوي وذلك بتقديم الطعام في أطباق متوسطة وإلى جانبها أطباق فارغة بعدد الأشخاص على المائدة وبعد ذلك يتم غرف كمية معينة من الطعام من كل نوع أو حتى من نوع واحد فذلك أفضل من طبق واحد كبير يأكل منه الجميع والسبب لأننا نأكل كمية كبيرة لا نشعر بها وليست مناسبة للوزن أو العمر أو الحالة الصحية التي نعيشها مع العلم أن مائدة رمضان تحديداً تحوي أطباقاً رائعة للصحة «الشفوت شوربة البر البلدي العتر» إلا أنها تضم أيضاً أنواعاً خطيرة جداً على الصحة “السمبوسة الباجية الحلويات..” ومع هذا نعود للقول أن التوازن مطلوب وأن القليل من الطعام يكفي لسد احتياجات الجسم شريطة أن نحرص على تنوعه وفي إطار الطبق الواحد.. قد يستهين البعض بأهمية التمر فيهمل تناوله مع أن التمر طعام وفاكهة وغذاء يكفي الإنسان فترات طويلة إذا أخذ بمفرده مع الماء وماذا كان طعام رسول الله الأمين وصحابته الكرام إلا الأسودان “التمر والماء”؟! إن تناول التمر عند الإفطار سنة مستحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتوي على الكثير من الأملاح المعدنية مثل الحديد والبوتاسيوم ونحاس الكبريت ويقوي الأعصاب السمعية ومهدىء للأعصاب ومدر للبول ومفيد لأمراض المثانة والمعدة والأمعاء ويقوي البصر وعلاج لتشقق الشفاه ويحافظ على رطوبة الجلد ويمنع تكسر الأظافر ويعطي مناعة ضد أمراض السرطان وفيه قال صلى الله عليه وسلم :«من تصبح بسبع تمرات عجوه لم يضره سم ولا سحر» أو كما قال صلى الله عليه وسلم. وقال عنه أيضاً صلى الله عليه وسلم : «بيت لا تمر فيه جياع أهله» صدق رسول الله وقال فيه الشاعر : طعام الفقير وحلو الغني.. وزاد المسافر والمغترب وبالعودة إلى مائدة رمضان أنصح أيضاً بتناول سلطة خضراء مع الليمون لأنها باقة فيتامينات رائعة وستصبح أروع عند إضافة ملعقة من الزبيب. وملعقة من زيت الزيتون وأخرى من الليمون وهي عبارة عن “خس طازج + نعناع أخضر + جرجير + سبانخ أو بقدونس” وإذا تناولت هذه السلطة مع طبق شوربة وبعض تمرات مع الماء ستقف لصلاة التراويح دون تعب وستشعر بالشبع دون بروز معدة “كرشه” إلى خارج حدود الجسم ! وتذكروا أنكم كلما منحتم أجسادكم القليل من الطعام ستقومون بالكثير من العمل ألسنا متفقين على أن المعدة بيت الداء ؟! إذاً استعينوا بالصحة الجيدة والرشاقة المعتدلة لأداء فروض الطاعة والولاء لرب الأرض والسماء.