من فضائل شهر رمضان الكريم ومحاسنه أن تصفد فيه شياطين الجن، وما أحوجنا ونحنُ نعيشُ هذه الأزمة الخانقة والحالة المريرة من التنافر بين فرقاء السياسة أن تصفد شياطين الإنس الذين لا يروق لهم أي توافق أو التقاء للخروج من هذه الأزمة البغيضة التي أتت على الأخضر واليابس وأهلكت ما استطاعت من الحرث والنسل، والذين لا يزالون ينفخون في أوراها لإذكاء نيران جديدة، وفتح جبهات أخرى.. فنسأل الله سبحانه وتعالى كما صفد شياطين الجن، أن يصفد شياطيننا من الإنس فقد باتوا خطراً يتهدد المجتمع بأفعالهم الذميمة ونفسياتهم المريضة، اللهم إن بعضهم قد تلبس ثوب الإسلام كي يستعطف الناس للحاق به واتباع منهجه، بينما هو يستحل دماء الكثيرين منهم وممتلكاتهم.. وبعضهم تلبسه ثوب الاستعلاء والاستكبار فأضحى يستصغر الآخرين، ويصادر إراداتهم وخياراتهم وحرياتهم، ويفوض نفسه متحدثاً باسمهم دون أن يفوضه أحد.. هؤلاء وبدلاً من أن يستقبلوا هذا الشهر الكريم بالدعوة للتسامح وإشاعة روح المحبة والإخاء والوفاق، أرادوه أن يكون عكس ذلك تماماً، وإلا لما خرجوا بتلك التصريحات النارية والأعمال التخريبية والتهديدات التي تؤجج الفتنة وتدعو للقتل والتدمير وتحرض على الصراع بين أبناء هذا الشعب الواحد.. انقسمت المرجعية الدينية التي كان الجميع يعول عليها في وضع حد للأزمة وغابت المرجعيات السياسية والقبلية الحكيمة بعد أن فقدت العقول الراجحة واستبدلت بشخصيات انفعالية لا تفرق بين مصلحتها ومصلحة الوطن ولا يهمها أن تضحي باليمن بأسره بسبب حالة نزق استفزتها أو لتصفية حسابات قديمة مع شخصية أو شخصيات نافذة محسوبة على النظام لذلك فلا غرابة أن نجد من يستبدلون لغة الحوار بلغة الرصاص من يفضلون روائح البارود على روائح الفل والياسمين لذلك وبعد أن أوصدوا كل أبواب الحلول السلمية ولم يستجيبوا لصوت العقل والحكمة واتبعوا أهواءهم فسنلجأ إلى الله سبحانه وتعالى ليحكم بيننا وبينهم ويجنب هذه البلاد الطاهرة والشعب المقهور ويلاتهم وشرورهم.. اللهم لقد ابتلينا بهؤلاء الناس كما ابتلنا بالفاسدين من المسئولين فنسألك يا الله أن ترد عقولهم وتخيب ظنونهم السيئة وتصفد أيدي شياطينهم وتكسر شوكة من أراد لهذا البلد سوءاً أو مكروهاً اللهم رد كيدهم في نحورهم واجعل تدبيرهم في تدميرهم وزلزل الأرض من تحت أقدامهم، اللهم لقد طفح الكيل بالناس وزادت همومهم فاصرف عنهم هذا البلاء واكشف هذه الغمة وأهدنا جميعاً على قول الحق وفعل الخير وإقامة هذا الشهر الكريم وكل عام وانتم بألف خير... [email protected]