هناك أناس قصيرو النظر لا يرون إلى أبعد من موطئ أقدامهم .. فيرون أن ما يجري في الوطن العربي من تحركات شعبية من مناظير قطرية, ويفصلون فيما بين هذا القطر وذاك وبالتالي يفصلون تماماً ما يجري في قُطر عربي عما يجري في قطرهم وأبعد من ذلك، والأسوأ أنهم لا يدركون المحركات الدولية أو بشكل أوضح لا يرون تحركات الرأسمالية الصهيونية العالمية وأصابعها التي تعزف على وتر التحركات الشعبية التي هي في جانب منها حقانية وبالذات في المطالب الإصلاحية الشاملة، وفي جانبها الآخر فوضوية تخريبية تدميرية إرهابية تحمل السلاح وتعتدي على كل شيء جميل ورائع ومنجز وطني .. بل وتتعدى ذلك إلى قيامها بعمليات مسلحة وتخريبية ضد المواطنين العزل وأفراد الجيش والأمن، وتخرب كل ما هو حيوي في حياة الشعوب. إن الحديث عن هذه المؤامرة يجب أن يأخذ أبعاده القومية كون المستهدف هو النظام العربي بكامله، وإحلال أنظمة جديدة تقبل بالكيان الصهيوني، وتقبل بالتبعية للنظام الرأسمالي الصهيوني العالمي, وعليه فإن ما يجري في ليبيا، وفي سوريا، وفي اليمن، وفي لبنان وفي العراق ليس سوى تنفيذ لمؤامرة واحدة من صناعة النظام الرأسمالي الصهيوني ولصالح العصابات الصهيونية الغاصبة للأرض العربية الفلسطينية. إن اليمنوسوريا وليبيا وما يجري فيها اليوم ليس إلا مؤامرة واحدة .. هذه المؤامرة لا بد وأن تواجه في الأقطار الثلاثة بصمود قوي لأن مصير الثلاثة الأقطار واحد “البقاء أو السقوط” مع أن بقية الأنظمة العربية التي تعتقد أنها بمأمن واهمة, فالرأسمالية الصهيونية لا تؤتمن وإن هذه الأنظمة العربية هي ضمن المؤامرة ولن تفلت منها والمسألة مسألة وقت فقط فبعد أن تفرغ المؤامرة من إسقاط الأنظمة في اليمن وليبيا وسوريا سوف تتحول المؤامرة ناحية الأقطار الأخرى في الجزيرة وبلاد المغرب العربي .. إذن النظام العربي في مركب واحد ولن ينجو أي عربي على هذه المركب الذي تستهدفه المؤامرة الرأسمالية الصهيونية وسنذكركم بذلك.