شهدت مدينة تعز أزهى وأجمل أيامها في نظامها المروري عندما كان الأخ يحيى زاهر مديراً لمرور محافظة تعز.. فقبل مجيئه لتسلم مهامه في المحافظة كانت مدينة تعز تعيش حالة كبيرة من الاختناقات المرورية خصوصاً في شوارعها الرئيسية وكانت الشوارع حينها تعيش حالة من الإرباك والفوضى فكانت الحوادث المرورية السمة البارزة لشوارع المدينة مما أثر ذلك كثيراً على حياة الناس ومصالحهم حيث كان المرء إذا أراد أن يمر في شارع جمال بسيارته كان بحاجة إلى أكثر من ساعة بينما الزمن المفترض لذلك لايزيد عن ربع ساعة على الأكثر وكان أغلب السائقين يفضلون الخطوط الدائرية تهرباً من الوقوع في زحمة الشوارع في وسط المدينة. باختصار شديد كانت الفوضى المرورية هي السائدة داخل المدينة إلا أن الصورة تغيرت تماماً عند وصول زاهر لتسلم مهام إدارة المرور في المحافظة وماهي إلا أسابيع قليلة حتى تمكن الرجل من القضاء على تلك الاختناقات التي كانت تعكر مزاج سكان وزائري مدينة تعز، فعمل على فتح خطوط جديدة للحافلات غطت هذه الخطوط معظم أحياء وشوارع المدينة فتوزعت من خلال ذلك مئات الحافلات إلى خطوط مختلفة بعد أن كانت تتكدس في شارع جمال وحده بالإضافة إلى ذلك عمل على تنظيم دخول وخروج السيارات في الكثير من الشوارع من خلال وضع اللوحات الإرشادية المنظمة لذلك وهذا الفعل الجيد والطيب بالرغم أنه من صلب مهامه إلا أن الناس في هذه المدينة يذكرونه بالشكر لفعله ذلك والذي خفف من زحام الشوارع حينها إلى مايزيد عن سبعين في المائة، واليوم مانشاهده في شوارع مدينة تعز يذكرنا بتلك الفترة من الزمن، أي فترة ماقبل زاهر، فها نحن اليوم نشاهد الاختناقات المرورية في كل وقت وحين ولم نلمس أي جهود على الأقل للتخفيف من زحام السيارات، فهناك طرق وأساليب إذا أخلصت النية فإنها كفيلة بفعل الكثير وأهمها تفعيل دور رجل المرور. ولكي ينجح ذلك لابد من أن يتحمل مكتب الإسكان والتخطيط الحضري مسئوليته ودوره في هذا الخصوص حيث أن البسطات والجواري لها دور كبير في اشتداد زحام السيارات لأن الكثير من أصحاب هذه الجواري والبسطات لم يأخذوا أماكنهم الصحيحة بل يفترشون وسط الشوارع مما يؤدي إلى زيادة الاختناق المروري فيها، لذا فإن المطلوب من مكتب الإسكان أن يعيد نشاطه السابق من خلال تنظيم أماكن محددة للبسطات والبائعين المتجولين كما كان الحال في الماضي القريب، أي قبل سنة لا أكثر. من خلال هذا الطلب نحن لانطلب المستحيل بل نطلب ماهو ممكن وهو ممكن بالفعل لكن الإرادة أولاً وهي الأساس في نجاح أي عمل.