كلما تلبّدت سماواتنا بغيومٍ مثقلةٍ بالخيبة… توهجنا أملاً بانقشاع غُمّةٍ مكلومة الدواعي.. وكلما رقصت الرماح في ضلوع طرقاتنا أبصرنا مدداً سماوياً يلوح في أفق الخلاص. هكذا هي مسافات التعب… تحرث طينة القلب كأشهى وطنٍ يعبث به أطفاله. *** مشيرنا الآتي.. نكتبُ إليكَ وغُصّة تملأنا.. وأغصان الحيلة تمجّدُ حجارة الويل وهي تتهاوى على قلوبنا وذاكرتنا الجمعيّة المعتقة بوجعٍ نبيل يخاتل دهشة القنوط. *** تلك هي الحقيقة في أنكى معطيات قرابينها المجحفة… وهي ترفل في سغب الوقتِ مدداً من فجيعة. فكم يلزمنا من التعاويذ لنرقى لعرش أملنا بكَ بعد الله!! *** تلك هي الفاتحة وجعاً توغل في شفة الوطن المتكومّ على ميلاد نجدته القادمة.. ومفاتيح آمالنا معلقة بأعلى سنابل الرؤى.. وأصابعنا ممزقة.. فكيف ستعزف بنا قيثارة الوصول!. *** وما هي حيلة المنفيّ وهو يراقص ثعابين التعوّذ من الفرح؟ ومن أين يقضم تفاحة الوشاية في شهوة فراغها المزدحم! وكيف للمذبوح من هواجسهِ بحريرية اللفتات أن يمضي واثق الخطوة … لا يؤرجحه رخو الأرصفة.. ولا عتبات الوجل !! *** علمتنا الحياة أن نبتسم … بقدر الخيبة .. وأن نصافح وجه السماء المكفهرّ بحيلة الثنايا وهي تكفّر عن وجلِ الضلوع. *** فهل سيدرك ال 21من فبراير ما أدركناه من حُمّى الأماني.. واكتظاظ المتاهة بأحلامنا الواهنة! أم سيلفظنا من دمنا .. كما تدلّينا من أقاصي التوجّس رغم مقصلة الهضاب الناعمة كأوهامنا في سراب الأحجيات المدهوسة ذعراً من رياح الخونة وهم يؤثثون ضلوعنا غيظاً وحقداً ودماءً فاسدة!. حتى حين تصاعدنا إلى سماواتنا رياحينَ سكنها ذعر التماهي في اللاجدوى.. لم تربّت على قلوبنا مفردات الصحو لضمائرٍ مبهمةٍ كأقصى بذرة عدوانيةٍ في عتمة رؤوس الكهنة.. كعاشقي الأغنيات المرتجلة في زمن الشرق الأوسط الجديد. *** ومازلنا نتوهّجُ أملاً .. ونهزأ بالحادثاتِ .. ونعلّق شارة التجاوز في أروقة المفازات العصيبة … ولعل.