الطهر الثوري الذي يجب أن يستمر وتغذى أسبابه وتُخصَّب أرضيته وتدرس ظاهرته من قبل المختصين للكشف عن قوانينه كيف تحضر الأسباب ويكون الغياب، حالة التجلي التي رافقت المسيرة الثورية أنتجت نوعاً من المثالية في التلاحم الساحي وميادين الثورة خلال العام الثوري الأول، هذه هي الفطرة التي يجب المحافظة عليها... إن لمتطلبات الجسد المادية والذات البشرية (إن النفس لأمارة بالسوء...) في الانحراف عن المسار الوطني مع قلة الموارد والمتاح في جوانبه المختلفة تستدعي بعث القيم وتغذية أرضيتها وخصوبتها ذلك من أجل ان يسعد الكيان الوطني أرضاً وإنساناً فتسمو النفس ولها ما يكفي من الإشباعات المادية والمحسوسات في التسابق العدمي والوحشية المفترسة واللا صلة بعالم الإنسان. الفرق بين الثائر اليمني والثائر العربي مصرياً أو سورياً أو تونسياً أن الثائر اليمني أقل نضجاً أو أضعف رؤية تلاطفه الحكمة اليمانية وهي الخير الكثير... طاقة عضلية أدت دورها وأثبتت فاعليتها سواء بوعي أو بدونه وهي السبب الأوحد بعد الله عز وجل في نهاية عهد النظام ، لكن الطاقة الفكرية والعمق الفلسفي ما زالا غائبين وإن وجدا فبدون فاعلية الدور التنويري، فمتى يكون الحضور والتحول إلى ممارسة اجتماعية وخطاب أخلاقي ومعاملاتي ومنطق قاعداتي يزن الحياة وحركتها ويرشد السلوكيات وواقع عملي نحو الإنتاج القيمي وموفورات المادة في حياة المواطن وتكسو الخضرة الحضارية سهول وهضاب وجبال الوطن بعد أن أينعت معاني الإنسان في الذات اليمنية فرداً وبالصورة الإجمالية، الثورة الفكرية لم تقم بعد وهي الثورة والتحول المطلوب لحفظ التضحيات للجيل الحاضر والأجيال من بعد وهي الضرورة اليوم قبل الغد، بل يجب أن تتحول الكتلة البشرية العضلية من شباب الثورة في الساحة ويفترض ذلك للمحافظة على بيضة الثورة إلى قوة فكرية عميقة البنية تطوع قوتها البدنية كونها شبابية في تخفيض الكلفة نحو الهدف والطموح واختصار المسافة والزمن حين تكون الخطوة وفق أسس رياضية مقدرة المعطيات معلومة النتائج. حالة طوارئ عاشها الفرد والمجتمع اليمني طيلة العقود الماضية فُقِدت العلاقات الاجتماعية المتينة التي هي أساس البهجة في الحياة والشعور بالإنسانية ونعمت بها الأجيال من قبل، فالشخص اليوم ينسج خيوط الصداقة والأخوة أينما حل وارتحل لكنها مغنطة مؤقتة تزول بزوال المؤثر، فبمجرد الافتراق عن بعض لا تجد معاني الصحبة والتذكر والزيارة كما كانت تأنس بذلك الأجيال السابقة بسبب من الأثقال ليست المادية وإن هي سبب رئيس لكن هناك نوعاً من القهر الناتج عن غياب العدالة والمساواة والحقوق، ويكون ذلك سبباً في عدم استثمار ممكنات الأنس والمتعة بين يديه وعيش حالة الإنكباب على الذات... الساحة المعتكف الثوري لمدة عام ومن تمام الاعتكاف الخروج إلى مصلى العيد، و21من فبراير مصلانا ومغادرة (المعتكف) الساحات والانتقال إلى نوع آخر من العمل الثوري لاستكمال أهداف الثورة والضغط على الرئيس الجديد(هادي) والحكومة لتحقيقها100 %، فليس هناك مبرراً للبقاء في الساحات بعد الحادي والعشرين من فبراير ... الانتخابات هامة وهامة جداً، ، فلا بد من المشاركة والمشاركة الفاعلة فيها وإنطاق للفئة الصامتة إن هي فعلاً في حياة فعليها أن تثبت ذلك عبر صناديق الاقتراع، الإخوة الثوار، الأخوات الثائرات يجب أن لا يُنظر إلى هذه المحطة الهامة الاستفتاء/الانتخاب بسطحيه فماذا تعني عدم المشاركة بحجة النتيجة محسومة غير التصويت بطريقة غير مباشرة للنظام بالبقاء، بالاتجاه نحو الانتخابات نحن جميعاً نسدد الرمية القاتلة للنظام ونعكس الرغبة المندفعة والجماعية الشعبية للفرار إلى الأمام والمستقبل، لتحقيق وفرض أهداف الثورة شاء أم أبى... المؤتمر الشعبي العام وكوادره الأنقياء يجب أن يبقوا في مكانهم وضرورة قيامهم بالدور الوطني والمدافعة حتى لا تهدم صومعة الثورة .. من خطوات توحيد الجيش والأمن أولاً توحيد الزي فلا يكون هناك فرق بين الفرقة والحرس في اللباس/الزي التي أدت إلى الفرق النفسي والتقابل، هناك فِرَقٌ مختلفة في الداخلية: الأمن المركزي والأمن العام والنجدة والمرور...، والفروق في تلك الوحدات لازمة وضرورة لتخصصاتها أمام أعمالها والمباشرة مع الخدمة العامة بعكس الجيش الذي لا داعي لزيين مختلفين. توسعة الكتلة الثقافية الأدبية والعلمية في الصف الإسلامي لصُنع الأنس المعرفي بين كافة التيارات والقدرة على التعبير عن الذات بحقيقتها فهناك ما يجيش في الأعماق من مشاعر ومعانٍ إن وجدت طريقها إلى القالب التعبيري الحاضن والحاوي للدلالة لتلاشت الصور المغلوطة عن بعض، ففي مقابلة الأستاذ الأديب خالد الرويشان في الجمهورية: “التيار الإسلامي تغير.. ولم يُقنع النخب بتغَيُرِه” إن النخب الصادقة والمخلصة لثقافتها والقيم المبثوثة في كافة الثقافات والمعرفات هي بحاجة إلى نوع من الحميمة والقربى والفهم من التيار الإسلامي فهي تعمل لتمكين المشروع الإسلامي بذلك الصدق والمعنى القيمي بما تملك من ذوق وحلم ومعانٍ إنسانية فكل جمال يُتوصل إليه هو من الإسلام وهذا ما يدعيه الإسلاميون أو يدعون إليه، فالكل بحاجة لما عند الآخر من مكمل إنساني وتكوين الحضارة التي يخطبها الجميع، فالأماني الإسلامية قد تكون حقائق واقعية يعشها الجادون في الحياة تحتاج إلى لطف مع أهلها وولاء حميم... إن ما يكتبه الإنسان عبد العزيز المقالح أو الفيلسوف عمر عبد العزيز أو خالد الرويشان إلى فتحي أبو النصر كل ما تنتجه عقولهم وما يجري في نصوصهم من اِنسكاب الروح وخلجاتها هو ما يفتقد الإسلاميون إلى التعبير عنه وإن كان يُستوحى من تصورهم الإجمالي. الثورة تعمل على محورين: الأول: النظام، والمحور الثاني: الداخل الذي ينقسم إلى قسمين الأول: الثوري الصادق وكل المكونات والاختلاف طبيعي بناءً على دائرة اتساع الرؤية وتتقلص دائرة الاختلاف بالتقارب والإصغاءات المتبادلة وإزالة اللبوسات التي يكونها صدى الصوت من قوة الصرخات والضجيج الذي لم يمكن الآذان من الوعي، وهذا يحتاج إلى تفاهم واتفاق على خطوط عريضة وثوابت ثورية لصالح الثورة وتترك التفاصيل للوصول إليها كل إلى قدراته واجتهاده، القسم الثاني فهو: كما يقول عنه القرآن:(وفيكم سمّاعون لهم) وهذا الإدعاء الثوري أشد خطورة من بقايا النظام والعائلة وهو المعوق الحقيقي للوصول إلى أهداف الثورة بأقصر وقت وأقل كلفة، وليس صحيحاً ما يقال عن تخوين هناك حقائق على الأرض لا تخفى على ذي عقل وبصيرة لكن الصراخ أرهب الثوار عن قول كلمتهم في مثل أولئك الأشرار مضافاً إليه أخلاق الثورة ومخافة الثوار من تحقيق مُنى البقايا عبر الأجرة بحرف مسار الثورة عن الهدف الحقيقي للنظام من قبل وبقايا النظام من بعد. ملازم الحسين أناجيل مُحَرَّف الإسلام تستهدف حدثاء السن من البراء اليمني! إذا كانت إيران فعلاً تريد نصرة الإسلام والمسلمين ومواجهة الأمريكان واليهودية الصهونية فعليها الوقوف إلى جانب الإخوان المسلمين ومشروعهم الذي هو مشروع وطني لا زال نظرياً وهو السم الزعاف لكل الأنظمة العربية العميلة والقمعية وتبقى كل القوى من الاتجاهات الأخرى اللبرالية أو الاشتراكية وكل فكر سياسي مخلص يناضل من موقعه وتوسيع دائرة المشترك الإنساني وكبح أي انحراف لهذه القوة الصاعدة (الإسلاميين) ليثبتوا نجاحهم في خدمة الأمة العربية والإسلامية ما لم فإن الشعوب والأمة تعرف طريق الخلاص من كل فاشل وأناني... دعم إيران للمشاريع الضيقة، مذهبية وطائفية لا يهدف إلى نصرة الإسلام بل إلى هدم الإسلام وإضعاف المسلمين وتحقيق أهداف الغرب في الاستيلاء على ثروات الأمة العربية والإسلامية من خلال العداء الشكلي والأهداف المشتركة بين إيران والأمريكان وإلا فماذا يعني تسليم العراق للشيعة وهو الفصيل الحليف لإيران والدافع فاتورة قتل صدام واحتلال العراق؟ وكذلك أفغانستان سُلِّمت للشيعة، فكيف يمكن الجمع بين هذا؟ فأين حقيقة هذا العداء على الأرض...؟ إذن المشروع الإيراني هدفه الإسلام والقضاء عليه ولا عداوة له مع الأمريكان. عندما تحضر العملاقة يَقْزُم التعملق إلى التلاشي والهباء...