إن الخطاب الديني الإرشادي والإعلامي التوعوي والسياسي التنويري يخلق الألفة والمحبة ويعزز التلاحم الوطني ويجسد التوافق والاتفاق ويدفع نحو الأمن والأمان ويحقق الرضا والقبول المنشود الذي يحقق الأمن والسلام.ولئن كانت بعض القوى السياسية غير المؤتلفة قد تربت على صنع الأزمات وإشعال الفتن وعدم الرغبة في التعايش مع الآخر فإن الواقع يبرهن على أنها قوى معزولة ومنبوذة من المجتمع لأنها اعتمدت على النظرة القاصرة للآخر وغرقت في التعبئة العدوانية وأمعنت في حقدها وكرهها للآخرين الأمر الذي زاد من بُعد الناس وفرارهم من قربها. إن على القوى السياسية في ساحة الفعل الوطني أن تبرهن عملياً على خروجها من الإغلاق واستعدادها للتعايش مع كل القوى السياسية ولا يأتي هذا البرهان إلا من خلال العمل الميداني واعتماد خطاب إعلامي إرشادي سياسي يلتزم الثوابت الوطنية والدينية والإنسانية من أجل خلق وعي انتخابي بأهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية المبكرة لأنها المحك الأساسي الذي يبرهن على مدى جدية تلك القوى وفاعليتها وتواصلها مع جماهير الناخبين، إن الإصرار على رفض الآخر ومحاولة إعطاء الفرصة للانتقامات الشخصية لن يخدم الحياة السياسية القائمة على التعددية السياسية وان سياسة الانتقاء ومحاولة التهميش للآخر سوف لن تخفق الرضاء والقبول المطلوب ولذلك ينبغي الاعتماد على قبول الكل واستيعاب المرحلة بكل مستجداتها والانطلاق نحو آفاق المستقبل بروح وطنية وثابه لاستكمال عملية البناء والتشييد دون إنكار الآخرين. إن الانتخابات الرئاسية المبكرة مفتاح الحياة السياسية القادمة ولذلك ينبغي أن تبذل كل الجهود وتوحد كل الطاقات في سبيل إنجاح هذا الاستحقاق الدستوري الذي يجسد الإرادة الكلية للشعب ويعزز مفهوم امتلاك الشعب للسلطة وستكون الانتخابات الرئاسية مقياساً على مدى فاعلية الأحزاب والتنظيمات السياسية وقدرتها على التأثير الايجابي على الهيئة الناخبة من أجل دفعها للإدلاء بأصوات الناخبين لمرشح الوطن المناضل المشير عبد ربه منصور هادي. نأمل أن تدرك أهمية ذلك كل القوى السياسية لنرى تفاعلاً ميدانياً يعزز الصدق ويحقق الوفاء والالتزام بالعهود و المواثيق من أجل عزة اليمن وأمنها واستقرارها ووحدتها وتطورها بإذن الله.