كان المفترض أن تكون الأحزاب والتنظيمات السياسية على قدر عالٍ من المسئولية الوطنية، بحيث تصبح نافذة الدولة في الوصول إلى مناطق الأطراف النائية وتحمل رسالة التنمية والتوعية والتنوير، ولكن يبدو أن بعض الأحزاب لم تقم بهذا الدور مطلقاً ولم تصل إلى المناطق النائية، والبعض الآخر وصل إلى تلك المناطق ولكنه لم يقم بالدور التنويري الذي يحمل رسالة التنمية والولاء الوطني، وقد حمل ذلك البعض رسالة ظلامية جاهلية اعتمدت على التعبئة الفكرية الخاطئة، التي أثرت سلبياً على الوحدة الوطنية وعملت على خلق التنافر والتناحر بين أبناء الأسرة الواحدة، والبعض الأخير من الأحزاب والتنظيمات السياسية قصر في أداء الرسالة الوطنية ولم يحذر من خطورة تلك الأفكار القائمة على التعبئة الجاهلية بالشكل الذي يؤدي إلى حماية النشء من الوقوع في نفق تلك القوى الجاهلية. إن المرحلة الراهنة في ظل حكومة الوفاق الوطني تحتاج من كل حزب وتنظيم سياسي إلى العودة إلى تحمل المسئولية الوطنية في بناء الإنسان بناءً وطنياً يجعل من حب الوطن من الإيمان قبسه الذي يضيء دربه نحو المستقبل، وينبغي إزالة التمترس خلف الأفكار الجامدة التي تخلق الفرقة والشتات وأن يكبر الجميع فوق الجراحات، وأن ينطلق الكافة من وطن الثاني والعشرين من مايو الكبير، لأن تجاوز أخطاء السابق طريقنا نحو بناء المستقبل. إن المرحلة المقبلة تحتاج من كل يمني غيور الإقدام على الفعل الوطني الذي يعزز الوحدة الوطنية ويجسد مبدأ الولاء الوطني ويصون الأمن والسلم الاجتماعي ويحترم الرأي الآخر، ويعزز التداول السلمي للسلطة، ولعل الانتخابات الرئاسية المبكرة واحدة من الانجازات التي ينبغي على اليمنيين إنجاحها بالصورة اللائقة بيمن الإيمان والحكمة، وقد بات على اليمنيين أن يرسموا لوحة الوفاق الوطني من خلال الاستعداد المطلق ليوم 21فبراير الحالي والدفع بالناخبين إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم لمرشح التوافق الوطني المشير عبدربه منصور هادي لانتخابه رئيساً جديداً للجمهورية اليمنية من أجل مواصلة بناء الدولة اليمنية الحديثة. إن الأحزاب والتنظيمات السياسية أمام فرصة تاريخية لإثبات وفائها ليمن الثاني والعشرين من مايو العظيم، ولديها الفرصة الذهبية لتجاوز أخطاء وإخفاقات الماضي، والتخلص من رواسب الفكر الضيق الذي أعاق حركة التنمية وأشاع الحقد والكراهية، فهل ستطوي تلك الأحزاب صفحات الماضي وتنطلق نحو آفاق الوئام والتصالح الوطني؟ نأمل ذلك بإذن الله.