بعد يوم 21 فبراير 2012 الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أيام معدودة سوف يصبح لليمنيين رئيس جديد غير الذي الفوا واعتادوا عليه طوال 33 عاماً . اعتقد أن هذا اليوم سوف يكون يوماً تاريخياً ويوماً فاصلاً بين عهدين، عهد ماض كان فيه حكم الفرد هو السائد وعهد قادم بدأت ملامحه تظهر مبشرة بخير لكنه بحاجة إلى جهد وعمل شاق ودؤوب. 21 فبراير سوف يكون بداية الثورة الحقيقية التي يحب على أبناء اليمن من صعدة إلى المهرة أن يقفوا صفاً واحداً من أجل انجاحها وتحقيق أهدافها . لأنها ثورة البناء والتغيير والانتقال إلى الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية القائمة على نظام حكم المؤسسات المنبثقة من إرادة الشعب . بعد ال 21 من فبراير سوف تبدأ المرحلة الانتقالية التي سوف يتم فيها إعادة هيكلة الجيش حسب ما جاء في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.. بحيث يكون الجيش جيشاً وطنياً يحمي الوطن والشعب ويحافظ على مكتسباته, هذه قضية في غاية الأهمية وهدف رئيسي من أهداف الثورة الشعبية، فالواجب على الشعب اليمني عامة والثوار خاصة أن يعطوا هذه القضية جل اهتمامهم , فالاستبداد والظلم والقهر ومصادرة الحريات وتزوير الانتخابات والقتل الذي تعرضت له الفعاليات السلمية كان السبب الرئيسي بحدوثه هو أن الجيش لم يكن ولاؤه للوطن فقد كان متعدد الولاء بامتياز انفق عليه المليارات من أموال الشعب من أجل حماية النظام والدفاع عن مكتسباته التي حققتها من خلال نهبها لثروة الشعب, هذا ما ظهر جلياً خلال الثورة الشعبية، لولا الأحرار الذين بادروا إلى الانضمام إلى الثورة وشكلوا عامل توازن كان له الفضل بعد الله فى استمرار مسيرة الثورة وتحقيقها أول أهدافها هو رحيل النظام والوصول يوم التغيير المنشود. إضافة إلى ذلك أن المرحلة الانتقالية سوف يتم فيها إقرار دستور جديد للبلاد هذه قضية أخرى تعد أكثر أهمية من النقطة السابقة كون هذا الدستور سوف يكون اللبنة الأولى في بناء الدولة المدنية الحديثة التي يتطلع لها اليمنيون هي بحاجة إلى اهتمام خاص دون خوف من التحايل الذي قد يقوم به البعض ويعمل على صيغة دستور لا يمثل إرادة الشعب إنما يمثل إرادة من صاغوه. خلاصة القول الذي نريد أن نصل إليه من خلال هذه العجالة هو أن اليمنيين امام فرصة تاريخية لبناء دولة ديمقراطية حقيقية يعيش فيها اليمني حراً كريماً مرفوع الرأس يتمتع بالعدل والمساواة سوف تقطف ثمارها الأجيال القادمة سوف يستمر خيرها إلى يوم القيامة.. فإن ضاعت هذا الفرصة وتم الالتفاف على أهداف الثورة كما حدث للثورات السابقة (فكأنك يابو زيد ما غزيت). فالواجب الوطني يحتم علينا في الوقت الحالي أن ننسى الماضي ونفتح صفحة جديدة عنوانها الحب والإخاء وبناء اليمن ونتجه بأرواحنا وقلوبنا إلى ال 21 من فبراير لنجعله يوماً مشهوداً ننطلق بعده للعمل من اجل تحقيق أهداف الثورة الشعبية التي ضحى من أجلها الشهداء بدمائهم الزكية. فيوم ال 21 فبراير هو بداية انطلاق الثورة الحقيقية.