هناك دمى ومصغرات للنظام على مستوى القرى والعزل والمديريات والمحافظات يجب أن تسقط إلا أن تتوب وتعيش في حدود حجمها وقدراتها وتلك المصغرات والدمى تتمثل بالمشيخ شبكة النظام في الفساد والإفساد.. يجب أن تفعّل دور المؤسسات الوطنية وترتبط مصالح المواطن بالمؤسسات الحكومية في النطاق الجغرافي الذي يعيش فيه من إدارة الأمن والمحكمة والمديرية والمصالح الخدمية من الوحدة الصحية والمدرسة والطريق والكهرباء وألا تربط أي خدمة من تلك الخدمات بشخص الشيخ أو أي مسمى يمثل إفراغ لوجود وسلطة الدولة وقوة القانون وأرضية المساواة والعدل والحرية والعيش بكرامة. الثورة لابدَّ أن تصل كل ربوع اليمن بقراه وعزله والمديريات والمحافظات لتشكيل اليمن الجديد اليمن الحضاري الذي لا يدين إلا لله وما تكون من علاقات بين الأشخاص والأفراد تبقى في إطار الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والذوق الجميل والمعاني الإنسانية التي تجسد الحياة الحقيقة بمذاقها الراقي لتُحَب الدنيا لمتعة العلاقات الإنسانية بين أبناء المجتمع والبلد الواحد ... نحن نعي تماما لماذا ثُرنا؟ ولن تقف ثورتنا عند حد حتى تقتص للماضي والحاضر والمستقبل بأجياله... فالحربنة والتلون بلون الثورة حتى تمر الموجة ومعاودة نفس السلوك لن ينطلي على عقول يقظت ولن تنام ... نحن مع صور الجمال في أي قالب كان الشيخ أو القبيلة ومباركته والحفاظ عليه كونه عاملاً تنموياً ونهوضاً لكن ما يتعارض مع مقومات الدولة وإضعافها من خلال الجيوب القبلية والابتزاز الذي يمارس على الدولة لصالح القبيلة يمثل عائقاً أمام التحولات التي تهدف لبناء الإنسان وإطلاق حرياته والعدالة والمساواة والفرص المتكافئة ولابدّ من تسويته بالأرض. ونحن نتنفس عبق الحرية ونشوة النصر في هذا اليوم التاريخي ال 21من فبراير ونعلن انتهاء عهد النظام الذي جثم على صدر البلد لعقود من الزمن ودمَّر كل مقومات الحياة وأمات كل القيم الجميلة للشعب اليمني وأفسدها، ولوث الحياة وميعها، لن تحطّ رحال النضال عند ذلك ولابدّ من التنظيف لبقايا الفساد بكل صوره وأشكاله على مستوى كل المرافق من كيان وطننا الحبيب، وكل فرد بعين الثائر المخلص ليمن جديد يعكس الصورة الحضارية وأصالة التاريخ في سلوكه وأخلاقه. يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا أمام كل المخلصين مهام تتطلب وعياً مبصراً وشجاعة أدبية، وتكوين كتلة ثورية لديها من التجانس الثقافي والتنوع الجغرافي تمثل جغرافيا الوطن لخلق وعي وطني يُكبر المصلحة العامة ويفرضها عبر نوافذها المختلفة بمرافق الخدمة وكل ما يلامس متطلبات المواطن والحصول على مطلبه بكل سهولة ويسر دون أي عراقيل في إطار الوفرة الموجودة بين يدي مقدم الخدمة وبقائه رهن تقديمها في مرفقه، وليس لنا من بناء سوى قوة العملية التعليمية وتصدر الكفاءات المقدمات في كافة الأعمال سواء العامة أو حتى الحزبية ونتجاوز كل القوالب التي تكلست بفعل عدم حركيتها والاكتشافات اللازمة للمواهب والقدرات البناءة. اليوم لا أعتقد أن الأحزاب عليها أن تبقى جامدة في إطار القنوات التنظيمية في تقديم الكفاءات في حال عدم توفر الشخص الحزبي ووجد من هو أهل من خارج إطار الحزب ليكون في مهمة عامة كوزير أو نائب برلماني أو عضو محلي للمديرية أو للمحافظة في حصته الحقائبية وهذا ما يجب أن تقرره الكتلة الشبابية وأن تمتلك قدراً من الوعي قادراً على بلورة رؤى تحررية وفرض القامات المؤهلة لا ما تبنيه المؤسسات الحزبية على اعتبارات متخلفة. كل ما تفعله الآلة الإفسادية ليس عن قدرة وقوة وحضور بقدر ما هو غياب أو عدم فاعلية ممن يجب حضورهم لصناعة الغد المشرق، يجب ألّا نشكو وعلى الجميع أن يعمل على أسس منطقية ومباركة المشتركات التوافقية وتوسعتها والتي تخدم المصلحة العامة وتعظمها والوقوف بقوة في وجه كل تصرفات الأنانية التي تقصد ذاتها بعيدا عن جراحات وآلام المجتمع ومعاناته. علينا كشباب في مختلف جغرافيا الوطن وبعد استعادة الوطن كمسمى كلي أن نسعى لاستعادته بكامل جزئياته كل في محيطه الاجتماعي أينما كان، وهذا لن يتأتى إلا من فاعلية شبابية تمتلك الفكر والرؤى العميقة والثقافة الواسعة تقتطف الجميل من بساتين الفكر المختلفة وتضيء به درب الحياة فتحرق التخلف الاجتماعي الذي غطى الجمال الحقيقي لجيل الآباء والأجداد وحضرت النزعة الذاتية بقوة بسبب من غياب البنية الصلبة لثقافة طاردة لمثل تلك الانتفاخات التي أفسدت كل جميل وحوّلت حياة الناس إلى كابوس(رازم). ضرورة انخراط الشباب في العملية السياسية والتحزب بوعي تجديدي وتملك تلابيب الفكر الذي ترى أنه قريب لعطش الروح واحتياج الواقع فالشخصيات المتحزبة والمتقلدة زمام الأطر الحزبية على مستوى القرى والعزل والمديريات وكل مربعات المدنية لم تعد تعيش الفكر المنتمية إليه وهي في انفصام بين أفكار اتجاهاتها وبين الممارسات العملية مما أعطى صورة سيئة عن الخلفية الفكرية على شراقتها لأي اتجاه اشتراكي أو إسلامي إخواناً أو قومية والنموذج المجسد له تماماً مثل الصورة للإسلام من خلال واقع المسلمين. فولَّى زمانٌ كِعرض البَغِيِّ وأشرقَ عهدٌ كقلب النِّبي