استهلال : في عصرنا الميمون بدأت - بإرادة الشعوب - تنقرض الديناصورات وتسقط الأصنام , عصر افتتحه سقوط صنم تونس , ولحقه الفرعون المصري الأكبر , ثم صنم الأصنام مجنون ليبيا , وانتهينا بصنمنا الذي لم ينفعه دهاؤه السياسي ، ورقصاته الماهرة ..)و لو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات و الأرض). أصنام صنعتها الشعوب , وقضت عليها الشعوب حين طغت وتجبرت وأكلت الأخضر واليابس وتركت شعوبها تبحث عن (يحسبه الظمآن ماء) , ,, ومواصلة لطريقنا الذي اخترنا ان نسير فيه وهو، ل: طريق تحطيم الصنمية ومكافحتها من اجل الحق , فلا وجود ( هبل) بيننا , ولن نسمح به ان حاول. ومشاركة منا في رسم معالم الدولة المدنية الحديثة التي نريدها ان تكون بحق وحقيقة بلا أصنام داخلية أو خارجية , حزبية أو طائفية , دينية أو علمانية , جديدة أو قديمة , سابقة أو لاحقة ... ولأنه عهد مجيد استهل بإسقاط صالح , والشعب ماض في طريق إسقاط رموز نظامه , سواء رموزه العائلية , أو المصلحية أو منظومته القيمية والأخلاقية التي ثرنا ضدها والتي زرعها داخل كل مؤسسة وحزب وطائفة ,,, كانت هذه الطلة ... الحق والإحقاق اعلم مسبقا انه لن يفهم كلامي إلا من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ,, ولن يدرك مقاصد الكلام إلا من كان له عقل يفقه وفكر يعي ويدرك , أما المغلقون المنغلقون فربما يريحون بالهم بتخويني , ويرحمون عقولهم الغائمة بإخراجي من الملة .. كل ذلك وارد ولا غرابة ,, أقول وارد لان لنا تجارب سابقة ستجدونها منثورة هنا وهناك في زوايا هذا المقال... حقيقة كانت تراودني أسئلة كثيرة عندما كنت أفكر في قيمة من أهم القيم الثورية والإنسانية التي خرجنا نبحث عنها ,, هي قيمة الحق , وتأدية الحقوق التي كفلها الله لنا وكفلتها القوانين, وكفلتها لنا الأنظمة الأساسية واللوائح الداخلية للأحزاب السياسية التي ننتمي لها وإحقاقها ,, وكنت أتساءل كيف نفسر الحق هل حسب ما أراده الله أم حسب ما يريده البشر وتفسيراتهم المختلفة كل حسب ثقافته وتعليمه وبيئته وتربيته .. .. وهل يقاس ويوزن الأشخاص بالحق فعلا، كما كان في عهد خير القرون الأولى , أم يقاس ويوزن الحق بالأشخاص , وكلما ارتفع حجم هبل ظن ان الحق عنده وأطلق علينا ( ما اريكم إلا ما أرى ) وإلا فالويل والثبور وعواقب الأمور على المعارض أبو لسان طويل الذي يستحق الاقتصاص منه .. اسمحوا لي ان أتناول اليوم الأحزاب السياسية , وبخاصة الحزب الذي انتمي إليه والذي اعتقد انه احرص الناس على الحق والحقوق حسب ما عرفناه من, فكرته الأيدلوجية , ونظامه الأساسي , وأعضائه الأفاضل من علماء ودعاة وشخصيات مؤثرة , واستقراء لنضاله الطويل , ولأننا نرى فيه القائد الذي سيتسلم الراية ان أحسن الأخذ بأسبابها , قيمة الحق ورعاية الحقوق - سواء حقوق رب العباد أم حقوق العباد أو حقوق الحيوان والشجر والحجر – هذه القيم السماوية السامية تجعلك تتساءل معي ايضا: أيهما أولى وأيهما واجب من اجل هذه القيم : المداهنة والتطبيل والتستر على الأخطاء , وتعظيم وتضخيم المنجزات والانجازات , وتقديس الأشخاص , والتصفيق البليد لحزب أو شخص , وصناعة الأصنام , أم تقديم النصح , والتركيز على مواطن الخلل والقصور , ومعالجة الأخطاء والسلبيات , وتقويم اعوجاج الادارة والقيادة والقيم ,... ولو أتينا نقيس الأمر من باب مصلحة الحزب ,, فأيهما انفع تعديل الاعوجاج أم التستر عليه وتمليس الأكتاف .. وهل توضيح مكامن الخلل ومكافحة كل قيمة سلبية هو من سيحمي التنظيم من الخلخلة والاهتزاز ويجعله في حصانة من الاختراق من قبل أعدائه عن طريق هذه الثغرات أم العكس تماما هو الصحيح ؟. وأيهما ولاؤه حقيقي , الساكت على الأخطاء أم من يحاول ان يعالج هذه الأخطاء ليستمر هذا الحزب أو الكيان في التقدم والعطاء .. ان تربية القيادات الصنمية لأعضائها , على الانصياع التام تحت مبرر السمع والطاعة في المنشط والمكره , وعلى الانحياز العاطفي بدون إعمال العقل , وغياب تفعيل مبدأ المساءلة والمحاسبة لمن يتبوؤون المناصب العليا القيادية , وضعف الاحتكام للأنظمة واللوائح , والتعصب الأعمى إلى درجة الاعتداء على حقوق وحريات الآخرين , كلها معاول هدم تعجل بالسقوط، وسوس تنخر بكل أريحية في البناء المؤسسي للحزب العريق الذي كنت ومازلت اعتقد انه مؤهل للقيادة والريادة إذا تجاوز ما بين هذه السطور. علينا ان نعرف انه من الأمانة والمسئولية وقمة الولاء ان لا نسكت على العبث بحقوقنا وقيمنا ومبادئنا, ولا أبالغ ان قلت ان حزب التجمع اليمني للإصلاح وأداءه في ساحات وميادين التغيير رغم ما فيه من الايجابيات الكثيرة والجهد الضخم , إلا انه اظهر ان هناك خللاً واضحاً وكبيراً في البنية الإدارية , والتربية التنظيمية , والثقافة الحقوقية لدى الحزب الذي تربى في كنف نظام صالح وتشربت قياداته قيمه السلبية أدركت ذلك أم لم تدرك بل وتربي القواعد على ذلك .. عميان تقود ثم ان الانحياز التام للحزب بايجابياته وسلبياته والاندفاع للدفاع عنه بالتستر على أخطائه تعد بحق انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان , فقد وجدنا في ساحاتنا ومسيراتنا ,, ومن رجالنا ونسائنا المتدينين وغيرهم , من يهرع إلي ضرب المعتصمين أو المتظاهرين لمجرد كلمة أو شعار أو هتاف أو خلاف بسيط , ولي تجربة خاصة يوم توقيع المبادرة الخليجية في المسيرة المنددة رفعت فوق راسي شعار ارحلوا عنا جميعا , كاعتراض على التوقيع وعلى إعطاء الحصانات, فما كان من أخواتنا في الله وإحدى القياديات النسوية إلا التلميح إلى الأمن القومي, وعندما لم ينفع وتمسكت بحقي في التعبير بكل حرية استخدمت أسلوباً عاطفياً بان انزل الشعار من فوق راسي من اجل خاطر الأخوة, وعندما لم ينفع هددت صراحة بأن انزعيه وإلا عصابة الأربعين في الخلف منتظرة ومتحفزة لانتزاعه بالقوة ,, للأسف كم لطمن داعيات التحضر من امرأة وشتمن من ثائرة وهددن معتصمات بل ومنعن أخريات من دخول الساحة. هذه التربية وثقافة الصميل التي لمسناها أيضا من شباب الإصلاح , فكم تهجموا على الشباب المخالف لهم بالرأي .. يضربونهم لمجرد رفع شعارات تندد بالمشترك، كم من الشكاوى وصلتنا من الضرب للشباب وللنساء المخالفات بالرأي، كم معارك حصلت لفرض رأي أو للسيطرة على المنصة , كم عجز الإصلاح عن احتواء أفراده , فما بالك بالآخرين ,, كم خسر الإصلاح بقيم وأخلاق أفراده التي رباهم عليها , كم اشتكينا من المصادرة لحق المشاركة في صنع القرار , والتعامل معنا وكأننا أدوات لا حول لنا ولا قوة, أما ان نسكت ونستسلم وإلا خونة نستحق اللعنة والضرب والمحاربة وتكسير العظام .. الأخطاء تتكرس وتتأصل وتتكرر وتستمر وتصبح هي الواجهة , وتساهم بدرجة كبيرة وفعالة في صناعة هبل الإصلاح الذي لا يقهر ولا يخدش , والمستأسد في وجه كل معارض أو ناقد أو ناصح ,, عندها تتقوى قاعدة هبل لا قاعدة الحزب , وتصبح قوة الصف ووحدته زعماً قولياً وفعلياً يضحكون به على سدنة الصنم ,, وتصبح الخسارة من الصف اكبر بكثير من الكسب لهذا الصف , فيظل محلك سر يطوف حول نفسه ... تقويم الخطأ .. فضيلة وعليه فإننا نوجه نصيحة نعتبرها من الحق الذي سندفعهم إليه دفعا ,, نصيحتنا للإخوة في الهيئة العليا والأمانة العامة في صنعاء وفي كل المكاتب التنفيذية واخص بالذكر المكتب التنفيذي بمحافظة تعز, عليكم ان تستوعبوا ان عملية التصويب والتقويم والمراجعة قد حانت, وان لم تتحملوا معالجة الأخطاء وتصويبها , ومكافحة القيم السلبية التي ظهرت بوجهها البشع أثناء ثورة الشعب , فما عليكم إلا ان ترحلوا قبل ان ترحلوا , لأننا عندها لن نثق فيكم ولا في قيمكم ولا في تنظيمكم سواء التنظيم الظاهري أو التنظيم المتخفي في سراديب المقرات الذي يعيث فسادا وخرابا من حيث لا تشعرون . وإذا ما اتهمتمونا بعد هذه الكلمات بالتخوين وإضعاف الصف، فنحن نتهمكم بأنكم من تقدمون خدمة جليلة لأعدائكم , لأن مصلحتهم هو في التستر على عيوبكم والبناء على أخطاء الهبل الإسلامي , حتى يكون الحزب عرضة للانهيار والسقوط في أي وقت مهما بدا لكم العكس. ونذكر الجميع هنا ,,, نحن عندما التحقنا بركب الإصلاح التحقنا اقتناعا بفكرته الأساسية التي مفادها ( أننا حركة عالمية تهدف إلى تحرير العباد من عبادة العباد إلي عبادة رب العباد) .. هذه الفكرة التي ستظل بيننا هي الحكم لأنها الخلاصة ولب الدين الحق .. دين الحق والعزة والقوة والصف الواحد الصادق الواضح المخلص , دين الحقوق والحريات ,,,, ديننا جميعا وليس دين أصنام الإصلاح , الدين الذي يخبرك بقصة محاولة عمر ضرب عنق اليهودي الذي تجرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : إنكم بني عبد المطلب قوم مطل ... عمر الشاب المتحمس الذي نهاه رسول الله عن ممارسات لا يحبذها فقال له : أنا وصاحبي أحوج إلى غير هذا يا عمر , مره بحسن التقاضي , ومرني بحسن الأداء . .. هكذا بكل بساطة , بلا هنجمة ولا عنف ولا ترهيب ولا تخويف ,, ابحث عن القيم , قيمة حسن التقاضي , وقيمة حسن الأداء ... كل ذلك حفاظ على الحق والحقوق .. حسن الأداء الذي نبحث عنه داخل الصف وخارجه ,, هذا الصف الذي نعتقد انه لابد من إعادة تأهيله في قيمة حسن الأداء وفق شرع الله وليس وفق أهواء البشر مهما ارتفعوا .. ديننا الذي يخبرنا بأنه خلق الكون من اجل قيمة الحق وتأدية الحقوق وحفظها والدفاع عنها ورعايتها على أعلى مستوى , والأصنام تقف امام كل ذلك ,,, ولنا في رسولنا داعية القيم الأول أسوة عندما قال ليعلمنا : أيها الناس , من كنت جلدت له ظهرا، فهذا ظهري فليستقد مني , ومن كنت شتمت له عرضا , فهذا عرضي فليستقد مني , ومن أخذت له مالا , فهذا مالي فليأخذ منه ولا يخشى الشحناء فهي ليست من شأني ) . هل في الإمكان ان تصعد الأصنام غدا فوق منصة ساحات الحرية والتغيير لتقول هذه المقولة الخالدة : ففي داخل الصف الإصلاحي كم من مظلوم , وكم من مغبون , وكم من مقهور , وكم من اخذوا حقه , وكم من هو أحق بالقيادة والريادة , ومن هو مقطوع ومتروك ومهمل , كم داخل الصف من مجروح حاربوه , ومن محتاج تخلوا عنه , وكم من كادر مهمش , وكم من مفتر شجعوه , وبلطجي مكنوه , كم من صاحب حق ضائع وهم عنه مشغولون, كم من أناس يعطون لا ينتظرون جزاء ولا شكورا لا يلتفت لهم , وأناس لا يعرفون إلا لغة المصالح ولغة الأخذ يفرش لهم النمارق ,, كم لمع أناس لأنهم فقط مطيعون يحسنون العزف على الأوتار , وكم ساهموا بمهاجمة أناس فقط لأنهم عن الحق لا يصبرون , مصلحون والصراحة والصدق دينهم وديدنهم .. مآس كثيرة والقادة مشغولون بالتصارع على المستحقات والسيارات والمناصب والرتب ,, كم وكم مآس داخل الصف فما بالك بمآسي الضحايا الكثيرة ممن هم خارج الصف التي ذكرنا بعضها .. حقيقة حق لنا ان نتساءل : هل يستطيع هذا الحزب ان يعمل على إحقاق الحقوق وتصفية النفوس وتقييم الأداء تقييماً حقيقياً, وتأدية حقوق الناس، احترام للحق وأهله، لينطلق بعدها إلي البناء أم إننا سنظل ندور تحت الرحى التي لا ترحم ... هل سنصل يوما إلى غضب عمر على قاضي المدينة زيد بن ثابت وما أدراك من زيد بن ثابت , عندما اختصم إليه هو وأبي بن كعب وقال له : صرت جائرا منذ اليوم تقول السلام عليكم يا أمير المؤمنين , اجلس هاهنا يا أمير المؤمنين , واعف أمير المؤمنين عن اليمين .. هل هذا هو ديننا أم ما تسوقون لنا ,, هذه قيم جعلت عمر رئيس الدولة الممتدة شرقا وغربا يغضب على قاضيه .. لماذا ؟ لأنه لم يسو بينه وبين الخصم في مجلس القضاء, فالتبجيل والتفخيم والتعظيم كان لعمر على حساب أبي, قمة العظمة , استشعار للقيم, قيمة الحق وتأدية الحقوق, قيمة العدل والمساواة, لا صنمية ولا أصنام , و لا مجاملات و لا مداهنات ولا تطبيل, وحده الحق يحتكم إليه الجميع, لا قداسة لعظيم دولة أو جماعة إلا ما دام قائما بهذا الحق مؤديا له مدافعا عنه. الحق الذي يوجب علينا تقديم النصح والأخذ على أيدي من يقودون الصف ويتقدمون القافلة ويتصدرون العمل السياسي والحزبي والثوري .. الحقوق التي أهدرت في عهد قائد الصف التعزي سواء الظاهري أم متخفي القصعة .... كم أصبحت ثقافة الفتونة والهنجمة والبلطجة والاستقواء بالمال والنفوذ شائعة بيننا ,فالضعيف عندنا نزيده ضعفا , والقوي نزيده قوة , الفقير نزيده فقرا , والغني نزيده غنى , وغيرها عدد .. كلها وسائل سهلة للاستيلاء على حقوق الآخرين ومنها على سبيل الذكر قضية منظمتي التي إلى الآن تعاني من الضرر الذي لحق بها بسبب إخواني المسلمين في صنعاء , والقائد التعزي الذي يدعي انه لا يعرف شيئا ( وما يدري عمر : ولي أمرنا ولا يدري عن أمورنا ) , ( لو عثرت بغلة في العراق لخشيت ان يسألني الله عنها لما لم أسو لها الطريق ) , معركتي التي سأتناولها في مقالي القادم لنواصل الحديث عن قيمة الحق وحفظ الحقوق وبخاصة حقوقنا الحزبية والمدنية والفكرية , ومعا لتحطيم أصنامنا ونعم للتقييم والمراجعة , نعم للمساءلة والمحاسبة نعم للبدء في عملية البناء على قواعد متينة ... ... (و كان حقا علينا نصر المؤمنين ) .... لطيفة : يقول الشاعر حافظ ابراهيم جوع الخليفة والدنيا بقبضته في الزهد منزلة سبحان موليها يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لها من اين لي ثمن الحلوى فاشريها واتت بعد خمس وهي حاملة دريهمات لتقضي من تشهيها ويلي على عمر يرضى بموفية على الكفاف وينهى مستزيديها ما زاد عن قوتنا فالمسلمون به اولى فقومي لبيت المال رديها.... # رئيسة منظمة مساواة للتنمية السياسية وحقوق الإنسان – تعز