بسبب القات و(فيصل القاسم ) وصلتني عدة رسائل ناقدة لمقالة الجمعة (القات و الشعب السكران ) بعضها شديدة .. فقد اعتبر البعض المقالة دفاعاً عن القات , وهذا غير صحيح، لأنني اعتبره آفة كغيري من اليمنيين المخزنين وغير المخزنين....لكن وجوده لا يبرر لأحد أن يتطاول على الشعب اليمني وعلى العموم لا ينفع مع (القات ) مجرد الرفض والهجاء، فهي قضية يمنية شائكة وتحتاج إلى حوار مضن لا تقل أهميته عن أي قضية يمنية عصية، خاصة وقد أصبح متغلغلاً وله نفوذ على الاقتصاد والسياسة والاجتماع وأنصار في كل بيت.. بينما عبّر البعض عن استيائه واستغرابه من نقدي مذيع الجزيرة (فيصل القاسم ) لوصفه الشعب اليمني في برنامجه ب (السكران ) مؤكدين أن (للقاسم) مساهماته في الدفاع عن الثورات العربية وخاصة اليمنية ولا ينبغي أن أهاجمه، خاصة وأنا من مناصري الثورة، يعني إحنا (أصحاب)..ربما تكون هفوة للمذيع فعلاً لكن مشكلتنا أننا نحب ونكره على طريقة الأسود والأبيض فأنت معي إذا أنت (ابيض) وعليّ أن أجمل قبحك وأبيض سوادك وأقف معك حقاً وباطلاً ،أما إذا أنت ضدي فأنت (أسود ) فحمة وعليّ أن أسوِّد أي بياض قد تظهر فيه وارفض أي صواب قد تبديه ....(فيصل القاسم ) عندي(أبيض ) و(الجزيرة) قناة الحرية ودورها محوري في التغيير ومكافحة الطغيان .... وهذا رأيي بالطبع لكن لا فيصل ولا الجزيرة عندي من الثوابت بينما الانتماء لهذا لشعب والدفاع عنه هو الثابت , ويجب علينا كيمنيين أن نرفع من منسوب الغيرة على الشعب والاعتزاز به، لأن هذا يعطينا القوة ويساعدنا على الحفاظ على وحدتنا ومواجهة التحديات والأعداء وأولهم المجرم الخطير المدعو (القات )..و إذا أردنا أن نكون أقوياء كشعب علينا أن نترك المجاملة، خاصة لمن نوافقهم الرأي ونحبهم ونبتعد كلياً عن طبع يا أسود يا أبيض حتى يتداخل الناس إيجابياً فيما بينهم، لأن الرؤى بطبيعتها متداخلة ومن شأنها أن تقارب بين المتباعدين وتزيل القطيعة المصطنعة وترفع من ثقافة الحوار وترسخ مبدأ (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) بالمفهوم النبوي لا الجاهلي كما يشيع غياب( الأسود أوالأبيض) من خلق الإنصاف وقاعدة (لا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا) ومن العدل ان تنتقد صاحبك إذا أخطأ وتنصف خصمك إذا أصاب، وهذه بنظري حالة متقدمة من حالات العظمة التي نحتاجها.