قالت العزيزة بشرى المقطري: عندما تشكل المجلس الأهلي بتعز، كنت وكغيري من المندهشين لقيام هكذا كيان لا يملك سلطة، ولم يقدم شيئاً في واقع لمدينة تبدو مفتوحة لاحتمالات أشد خطراً مما نتصور، ولكن كان رغبة البعض من قيادة المشترك أن يشكلوا كياناً يلم شتاتهم، أو لدعاية انتخابية قادمة؛ لأن هذا المكون الغريب - وكغيره من كيانات في الثورة - تشكلت ككراكتين فارغة، لا تقدم جديداً سوى أن تسد هواء الساحة، أو تتحدث باسم الجميع، وتفاوض على لاشيء. اليوم كما سمعت المجلس الأهلي والمجلس الثوري يقابلان باسندوة، وربما يقدمان مرشحاً للمحافظة، فالكرسي الآن فارغ وسباق الألف ميل بدأ، والأمر المضحك أن شباب المجلس الثوري هم شباب المشترك، وهم يبحثون عن حصة في التمثيل بلجان الحوار مع المشترك، في حين يتم استبعاد الشباب المستقل من محاولة صياغة المستقبل. ياه كم هو واقع مطحلب، ولا يريد للمياه الشبابية الجديدة أن تتدفق يا شباب اليمن المستقل اتحدوا..! **** رداً على ذلك قلتُ مستغرباً: “بس بشرى تتحدث وكأنها غير اشتراكية !”. مقصدي أنها ظهرت في حديثها - كما هو واضح - بصيغة المستقلة البحتة، كما ظهرت أيضاً وهي تدين أحزاب المشترك بتعاملها مع المستقلين على ذلك النحو غير حزبية أبداً، فيما حزبها في الأساس من أهم مكونات اللقاء المشترك؛ إذ كانت تتحدث بصيغة الاستقلالية عموماً، وهذا ما استغربت له وهي تقيّم تصرفات المشترك تجاه المستقلين في تلك الجزئية التي أوردتها، متناسية بشكل أو بآخر أنها اشتراكية، وأن حزبها جزء أصيل من هذا المشترك. **** المهم على إثر هذا وجهت لي بشرى العزيزة إيضاحاً بما يلي على حائطها في الفيس بوك: للعزيز فتحي أبو النصر.. أنا اشتراكية، ولكني لست مع سياسة المشترك التي تتماهى مع ما يريده ويفرضه حزب الإصلاح، لقد كان لجار الله عمر (رحمه الله) حكمة في تأسيس المشترك، وكانت له فكرة حالمة ونبيلة في تجميع الأضداد، ولكن بعد سنوات طويلة، مازال الوضع على حاله، ولو جار الله عمر على قيد الحياة لنقد ممارسات المشترك، وتماهت الأحزاب كلها بممارسة حزب الإصلاح، الذي لم يكن توافقياً بقدر ما كان إقصائياً للأحزاب المنضوية تحت المشترك.. وما واقع المشترك في الثورة إلا تدليل على هذا السلوك الخطير ومحاولة احتوائه لكل الأصوات الشبابية المستقلة. أنا اشتراكية يا فتحي، لكن يزعجني كثيراً الاستحواذ على فكر الآخر، وعلى قناعاته والتشكيك به.. أحترم آراءك مهما كانت غير مقنعة لي، لكن يا عزيزي لا تعلمني كيف أكون اشتراكية، أما إذا كنت المتحدث الرسمي باسم الاشتراكيين اليمنيين فأبلغني حتى أحترس حينما أكتب، وحتى لا أتحدث كأني لست اشتراكية...عجبي..! **** قلتُ لبشرى: كان ردي على منشورك الأول بعبارة واحدة واضحة الاستغراب لا تستدعي الاجتهاد بدلالات إضافية، كالتي أوردتيها لاحقاً، إلا إذا كان استغرابي فعلاًَ لم يرق لك؛ ذلك أنني أعتقد بعدم ادعائي بأنني ناطق المشترك أو خلافه كقولك: إنني يمكن أن أكون ناطق الاشتراكيين اليمنيين الرسمي. ولقد أضفت ساخراً: كل اشتراكي بما فيه ينضح، كما استدركتُ: صحيح أن من حقك انتقاد مسار المشترك، وأوافقك في عديد رؤى تجاهه، بينما أختلف معك في رؤى أخرى بالطبع، إلا أنني أعتقد بأن قياداتك لم يشكوا لكِ بما تقولينه عن الإصلاح. فيما الإصلاح مثله مثل بقية مكونات المشترك له أخطاؤه التي لا ينكرها أحد، بل إن المشترك بكله هو مثل عديد قوى خارج نطاقه أيضاً لها أخطاؤها وعدم نضجها الذي يليق كذلك، حتى المستقلون بلا بصيرة كافية يا عزيزتي. **** ردت بشرى: قياداتي بالطبع لم يشكوا بشكل رسمي، لكنهم بحسب معرفتي مستاؤون من ممارسات الإصلاح.. وهناك فرق بين قناعاتي كاشتراكية ومواقفي من الشكل الذي أصبح عليه المشترك.. وتحياتي لك يا فتحي. **** كان ردي الأخير لبشرى وقد أنهينا عنده هذا الشد والجذب الجميل بين وجهتي نظر: تتطور التجربة رغم كل شيء يا عزيزتي.. ثم هل كنت تتوقعين بقفزة واحدة أن تكون أنموذجية مثلاً ولا ينقصها أي خلل؟. أعتقد أن المشترك مهما انتقصنا منه يظل هو الكيان الوحيد الآن في البلد ضد التعبيرات المناطقية والطائفية.