يوم السبت قبل الماضي توجهت إلى مطار صنعاءعندالساعة السادسة صباحاً حسب تعليمات الخطوط الجوية اليمنية لأن الرحلة المغادرة الى الرياض كان مقرراً لها الاقلاع عند الساعة التاسعة، وقد تمت اجراءات السفر كالمعتاد حيث تم وزن العفش وختمت الجوازات للمسافرين على هذه الرحلة ودخل الجميع الى الصالة الداخلية انتظارا لاستدعائهم للتوجه الى ركوب الباص الذي سيحملهم الى الطائرة..لكن قبل هذا الموعد بدقائق حدث مالم يكن في الحسبان، فقد لا حظ الركاب أن الرحلات الظاهرة على الشاشة بدأ يعلن عن تأخيرها واحدة تلو الأخرى بمافيها رحلتنا المتوجهة الى الرياض..وفي نفس الوقت جاء الى الصالة مندوب من طيران السعيدة وهو مرتبك فأعلن على استحياء للركاب المنتظرين أن رحلات السعيدة قد الغيت على مدار اليوم كاملاً فنزل عليهم هذا الخبر كالصاعقة وعندما حاولوا الاستفسار عن السبب لم يفدهم بشيء.. وأياً كانت الطريقة التي تم بها إبلاغ ركاب السعيدة بإلغاء الرحلات إلا أن ذلك يحسب لموظفيها لأنهم مازالوا يعملون اعتبارا لبني آدم وذلك بعكس الخطوط الجوية اليمنية الذين وصل بهم الاستهتار الى درجة الاحتقار للآخر وكأن الأمر لايعنيهم لامن قريب اوبعيد..بل لقد استكثروا على اي راكب يتوجه الى مكتب اليمنية ليستفسر عن سبب التأخير والالغاء وكأن الأمر في غاية السرية. لكن لم يمر وقت طويل حتى عرف السبب فقد دخل احد الموظفين ليقول: ان المطار محاصر من قبل انصار اللواء محمدصالح الأحمر الذي هدد بإسقاط اية طائرة تغادر او تأتي الى المطار مالم يتم تراجع رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي عن قرار اقالة اللواء الأحمر وابقائه قائدا للقوات الجويةلأنه يعتقد انها اصبحت ملكه مؤكدا هذا الموظف ان برج المطار قدتم احتلاله من قبل القوات الخاصة بعد اطلاق النار عليه وقد شاهد المسافرون دبابة في أحد التلال المحيطة بالمطار قيل ان القائد المقال استقدمها لإ سقاط اية طائرة تغادر المطار او تأتي اليه..ولذلك فقد تم التواصل مع بعض الدول العربية والأجنبية لإلغاء الرحلات التي كان مقررا لها ان تتوجه الى مطار صنعاءحتى لا تحدث كارثة..حينها لم اعد افكر في نفسي رغم اني مرتبط بفعالية وهو الأمر الذي جعلني اسافر عن طريق البر وكابدت مشقة كبيرة خلال السفر ستأتي مناسبة للحديث عنها وماحصل خلالها من مفارقات..لكن مايهمني هنا هو الاشارة الى مئات الركاب الأجانب الذين كانوا منتظرين طائراتهم لتقلهم الى بلدانهم واعمالهم فهناك منهم من اجهش بالبكاء وهناك من كاد يصاب بالهستيريا من شدة الصدمة وصاروا يتحدثون بلاوعي عما يحدث في اليمن بألفاظ لا تليق ان تقال ومعهم حق في ذلك..والمصيبة الكبرى ان المسؤولين في المطار تجاهلوهم تماما على الأقل يطمئنوهم.. حتى مكاتب الطيران المختلفة في المطار لم تكلف مندوبا واحدا ليشرح لهم مايحدث..بينما لوكان هذا حدث في دولة اخرى لسارعت شركات الطيران لإيوائهم في فنادق وهذا حق من حقوق المسافر عندما تلغى رحلته او تحدث مشكلة تتسبب في تأخير سفره..الشيئ المثير والعجيب الذي حدث ان احد المسافرين ذهب بعد الظهر الى مكتب اليمنية في المطار وحاول ان يحتج على هذا التجاهل فرد عليه الموظف في اليمنية قائلا:الشركة ويقصد اليمنية هي التي خسرت من الغاء الرحلات..حينها لم اتمالك نفسي فصحت بأعلى صوتي:معهم حق اليمنيون عندما ثاروا على النظام السابق لأن هذا ماورثه لنا ولو كانت عندنا مؤسسات دولة ماوصلنا الى ما وصلنا اليه فيأتي ركن من اركان النظام ليغلق المطار ويتسبب في عزل اليمن عن العالم.