إنَّ الذين يسيئون للوطن أرضاً وإنساناً بأقوالهم النشاز.. وأفعالهم الشوهاء.. ويبثون سموم أفكارهم السوداء لتلويث الأجواء سياسياً وأمنياً.. وزرع الخوف والرهبة.. لإيهام البسطاء والسذج من أبناء الوطن أن البلاد تتجه نحو الهاوية.. وإلى الفوضوية الخلاقة التي تهلك الحرث والنسل.. ولكن فات على هؤلاء أن مواطن اليوم أصبح أكثر وعياً.. وادراكاً.. وفهماً لما يدور من حوله.. من واردة وشاردة.. ولم تنطل عليه تلك الأساليب المبطنة بمعسول الكلام.. فالذين يحاولون تمرير أجندتهم التآمرية.. وأفكارهم الجوفاء عبر منطق القوة والعنف والسلاح لن يضروا إلاَّ أنفسهم.. وسوف تدور الدائرة عليهم عاجلاً أم آجلاً..وهذه سنة من سنن الحياة والكون.. لأن الباطل مهما علا لا بد له من لحظة سقوط مروِّع.. وعاقبة وخيمة.. وخاتمة أليمة.. فالتاريخ قديماً نبذهم وأخرجهم من ديارهم حُفاةً عُراةً.. واليوم تحاول تلك الفئة الضالة المضلة المضللة ايقاظ الفتن النائمة.. واشعال الخلافات المذهبية التي عفَّى عليها الزمن.. تلك الأفكار المتطرفة النشاز التي تُدخل البلاد والعباد في دوامة الصراع الدموي.. والحرب الضروس التي يدفع ثمنها الوطن أرضاً وإنساناً ووحدةً.. ليعلم الجميع يقيناً إن الذين يعاودهم الحنين إلى الماضي أياً كان -ومهما كان- فإنه لن يعود أبداً.. ومهما حاول الموتورون أو المأزومون فكرياً أو عقائدياً أو أيديولوجياً.. لأنَّ عجلة التاريخ مستحيل أن تعود إلى الوراء.. مافات مات.. وما مات لن يعود.. الله.. الله في الوطن.. إنَّ الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد شكلت رقماً صعباً.. ومعادلة معقدة في حياة الناس حتى لامست معاناة وجراح وهموم كل أبناء الوطن قاطبة.. وأربكت معدلات النموالخاص والعام في شتى المجالات: تنموياً، مصرفياً، استثمارياً، نقدياً.. لذلك لابد أن نكون حذرين ويقظين من تلك الأجندات والأوراق الصفراء والحمراء التي تحاول العبث بالقيم الروحية والوطنية والحضارية والتاريخية لهذا الشعب، وتمزيق نسيجه الاجتماعي بزرع الخلافات المذهبية والاثنية والعرقية التي نبذها اليمانيون قديماً ودفنوها في مزابل التاريخ المنسية.. اليوم يريدون إحياءها من جديد لحاجةٍ في نفس يعقوب.. إنَّ اليمانيين أهل حكمة وحنكة وفطنة.. إنهم مصابيح الأمة المضيئة في دياجير الفتن الشعواء.. والمحن الشوهاء.. لذلك دعوا الغوغاء والغلواء.. والتطرف والتعصب جانباً.. وارفعوا مقولة رسولنا الكريم: «الإيمان يمانٍ، والحمكة يمانية، والفقه يمانٍ» كي نعانق عنان سماء اليمن في أجواء أخوية صادقة، وقلوب صافية.. يسودها التسامح والمحبة والسلام لأجل اليمن كل اليمن أرضاً وإنساناً ووحدة وانتماءً.. أليس اليمن نحبها.. نعشقها جميعاً..؟!