لن يعود التاريخ إلى الخلف.. ولن تعود اليمن يمنين كما كانت قبل 22 عاماً، بل هي واحدة باقية، ووحدة هي عهدنا الأبدي الذي لا قبول بغيره، وإن قال البعض غير ذلك. اليوم يستوقفنا التاريخ أمام اليمن الواحد الكبير.. يستوقفنا حباً ووفاءً وإخلاصاً لهذا الوطن الذي لا يقبل عن الوحدة بديلاً.. ويرفض كل المسميات التي يطلقها دعاة التشتت والتشطير والانكسار. واحدة يا يمن.. اسم لا يمكن أن يكون لاثنين.. وشعب لا يحلم ولا يقبل إلا أن يكون واحداً موحداً. كبيرة يا يمن، وستبقين كذلك، ولن يجد الحالمون بالتشظي سوى لعنة التاريخ ولعنات هذا الشعب تلاحقهم وتقذف بهم بعيداً بعيداً. شامخة يا يمن.. بوحدتك التي تجذرت.. وبصوتك الذي يهز أركان الدعوات النتنة، وأصحاب الصراعات الثورية التي تبحث عما ينفعها لا ما ينفع الوطن والشعب.. شامخة يا يمن وعصية على كل لغات الفرقة والشتات. واحدة يا يمن.. لا شمال، لا جنوب.. لا شرق، لا غرب.. ولا ارتداد أو تراجع للوراء.. فالتاريخ لا يعود إلى الخلف بقدر ما يتجه إلى الأمام قولاً وفعلاً وحقيقةً. زاهية يا يمن بلون رايتك البهية التي ترفرف فوق سماء الوطن تعانق النجوم بشموخ، بصوتك اليماني الواحد الذي لا يقبل بأنصاف الحلول، بنشيدك الموحد، الخالد ضوءاً على كل الدروب. قوية يا يمن.. بأبنائك الموحدين.. بكبريائك الذي لا مثيل أو شبيه له، بذرات رمالك التي نقبلها مجداً ونمرغ جباهنا بها عند سجودنا لله شكراً وحمداً.. وحباً ليمن الإيمان والحكمة. هي وحدتنا.. الأرض والتاريخ والجغرافيا.. نحتضنها حباً ونعانقها نصراً دائماً ومتواصلاً أبد الدهر. هي وحدتنا نحتفي اليوم بعيدها الوطني الثاني والعشرين.. ونصلي معها صلاة الوحدة الباقية ما بقيت الدنيا. هي وحدتنا.. أغنيتنا التي نرددها في صباحات ومساءات أيامنا.. ونخرس معها كل أصوات التمزق والفرقة والشتات. هي وحدة اليمن الأكبر.. نستشرف من وحي صبحها الأجمل ومسائها الأدهش القدرة والقوة على بنائها وديمومة عطائها. اليوم عيد وحدتنا ال 22.. نحتفي بها في ظل أوضاع متأزمة تحياها وتشهدها اليمن.. ولكن لا يمكن لها أن تزعزع إيماننا بوطننا الأكبر، أو تدفعنا للتمزق والشتات والانكسار. اليوم عيد وحدتنا ال22 يا وطني المخضب بعبير وأريج التاريخ يخترق الصعاب، ويجتاح تخوم التحدي والتآمر.. اليوم في عيد الوطن الأكبر «أحس أن قامتي تمتد في الفضاء.. وأنني أحتضن الجبال والأنهار، وأسير كالعملاق كالنهار».. وطني يا كل الحب.. ستبقى شامخاً شموخ الجبال.. موحداً كما أراد الله سبحانه وتعالى.. ويقيناً ستندحر كل لغات التآمر والإرهاب، وستندثر كل الأصوات النشاز.. وتبقى خالد المجد على كل المسالك. وطني يا كل الحب.. بك نسمو ونتطهر من كل الماضي.. ونرمي بمن لا يريد لك المجد في مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه. [email protected]