شدتني دعوة الزميل الأستاذ مصطفى راجح في مقالته بصحيفة الجمهورية (الحوار المرتقب وآفاقه) الخميس 21 يونيو، التي وجّهها إلى ردفان والضالع، بأن لا تدع نفسها (يقصد التكوينات الحراكية) في حالة انقياد أعمى وراء علي سالم البيض..! وحسب علمي - أخي مصطفى - إن ردفان والضالع تنتظر منكم أيضاً التحرر من الانقياد لأصحاب الفكر الدغمائي الديني والعسكري والقبلي المتعفن..! وتناديكم، بأعلى صوت، أن تواصلوا ثورتكم لكي تحقق أهدافها في التغيير الجذري الشامل، وحتى تجتث وتقتلع هذا التخلف وهذا الفساد الجاثم على الرقاب والأنفاس من جذوره، واستئصال شأفته في كل ركن وزاوية..! ردفان والضالع تقول لكم: حذار أن تسلموا ثورتكم الشبابية السلمية لأيدي الطغاة الجهلة ومراكز القوى المتخلفة، مثلما سبق وسلمتم ثورة 26 سبتمبر 62م لهم، وتم إجهاضها وإفراغها من محتواها..! ويسألونكم: لماذا ثوراتكم، منذ بداية تأريخكم النضالي الوطني تنتهي دائماً إلى الفشل..؟! وكثيراً ما تكون بيعتكم لها رخيصة دون مراعاة لدماء الشهداء، مثلما تفعلون الآن مع ثورة الشباب..؟! ويسألونكم أيضاً بألم شديد لماذا لازلتم في علاقتكم بزعماء القبيلة والدين والعسكر تمارسون الخضوع والخنوع وتبعية العبد لسيدة باستمتاع عجيب..؟! إنكم تعلمون - يا عزيزي مصطفى - أن أي شعب يتاجر بنضاله وتضحياته ويبيع دماء شهدائه ويذبح ثورته عند أقدام اللصوص الرعاع، ربما لا يستحق الاحترام.. وربما لا يستحق التعايش معه..!! ولكنني أؤمن بأن شعبنا ظل، ولا يزال، أبياً حراً.. ونثق بأنه سيواصل مسيرة التحرر والتغيير حتى نهاية المطاف. إن ردفان والضالع تناديكم أن تنهضوا بكل ما أشرنا إليه.. وأنكم لو فعلتم أقسم أنهما ستكونان معكم في الطليعة في هذه المواجهة.. وستكونان معكم في مربع واحد، ليس في مؤتمر حوار وطني فقط، كهذا الذي يجري التحضير له؛ حيث يزج بالشباب الثائر مع القتلة في دائرة واحدة، ويقذف برموز التغيير في أحضان من كانوا حكاماً مستبدين فاسدين، ولكن معكم في جبهات المواجهة الثورية التحررية بكل أشكالها من أجل عزَّة وكرامة الشعب والوطن..! كان مقالك رائعاً أخي مصطفى.. ودعوتك في محلها.. ولكن أيضاً لردفان والضالع كل الحق في أن تناديكم..! [email protected]