أخشى أن أكتب عن الشاعر التهاميّ الكبير أحمد سليمان، فيحدث له ما حدث للكاتب الراحل العزيز محمد الجبلي.. حين مات على غفلةٍ منّا قبل أن تصل ليدي هذه الجريدة الغراء بعد ساعةٍ من موته.. وفيها ما كتبتهُ من مناشدة تُضاف لبقية مناشدات المبدعين لإنقاذ الجبلي قبل فوات الأوان.. وقد فات ورحل.. رحمه الله. غير أني لا أستطيع السكوت عن وضع الشاعر المرموق أحمد سليمان وهو بين يديّ رحمة الله على فراشه الأبيض في غرفة العناية المركزة بإحدى مستشفيات مدينة الحُديدة نتيجة جلطة بقلبه العذب الأكثر جمالاً وحيوية.. قلبه الذي منحنا زهو أرواحنا وتحليقاتنا التي سافرت كثيراً في فضاءات صلوات روحه النديّة وهي تُبسّط للجميع لهجة تهامة الأبيّة.. ويقدمها إلقاؤه المسرحيّ المميز على طبقٍ من الألفة الاستثنائية تتراقص لها القلوب قبل الأسماع. فماذا ننتظرُ وبين لحظةٍ وأخرى يتسرّب من بيننا مبدع إلى السماء وهو يحمل أوجاعه وآلامه الكِثار! وماذا نحن فاعلون وأدباء اليمن وفنانوها ومثقفوها يتساقطون كل يومٍ تحت وابل المرض وأقدار الله التي تستدعي منّا أن نبذل أسباب علاجها، لا أن نركن إلى هذا الصمت البغيض. أما الصمت الفاحش والذي إن تحرّك يوماً فهو في الوقت الضائع بعد أن يكون الألم قد نسف ما تبقّى من آمال المبدع ومضى إلى ربه.. حينها لا يرى ولا يسمع ولا يرجو التفاتةً مبتورة تدنّس هدأة روحه بين يديّ خالقه جلّ في علاه. ليس لي الآن ولا لكل محبي هذا الشاعر الذي خدم الإبداع كثيراً داخل الوطن وخارجه.. سوى أن أضيف مناشدتي مع كل المناشدات لإنقاذ هذا المبدع الكبير.. والإسراع من الجهات المعنيّة وخاصة وزارة الثقافة واتحاد الأدباء ووزارة الشباب إلى نقله خارج البلد لإنقاذ ما تبقّى من قلبه الحالم بنا والباسم في كل طرقاتنا. وليدرك الشاعر المتوسّد حنايا قلوبنا.. والمتدثر بغطاء سرير المرض.. إننا نحبّهُ كثيراً.. لكننا أقصرُ من قامة إنقاذه.. نعتزّ بإبداعه كثيراً لكننا مخنوقون بفضاءات هذا الوطن الملبدة بغيوم الخلافات المشبوهة. وسأردد مع العزيز أحمد سليمان شطر بيته الشعريّ المشهور «ما الشور يا إخوان ما أفعل؟» وأضيف: أحمد سليمان في ورطة. [email protected]