ثمة لون وطعم ونكهة للعيد, إنه عنوان بارز نلحظه نقرأه في عيون الأطفال وعبارات المعايدة ولحظات الصفاء والتسامح والألفة ولقاء الأهل والأحبة. الأحقاد والضغائن أكلت حياتنا, التهمت كل القيم النبيلة في واقعنا, إن العيب فينا لا في الزمن أو المرحلة, حياتنا انقلبت رأساً على عقب, تحولت الأخلاق إلى مايضادها الصدق حولناه إلى كذب والحب حولناه إلى كره والصلة حولناها إلى قطيعة والمعروف إلى منكر والخير إلى شر والأمن إلى قلق والإستقرار الاجتماعي إلى انفجارات واضطربات والسلام إلى حرب وصراعات واقتتال وعبارات التهاني بعبارات العنصرية الوقحة والاعتصام بدعوات الفرقة والشتات. متى نجعل العيد فرحة فرد وأسرة ومجتمع ووطن وأمة؟ ألم يأن للإنسان اليمني أن يطمئن ويستقر وينعم بدفء النعمة وتباشير الحياة الطيبة والإحساس بعظمة الوطن والإعتزاز بخيراته وقليله وكثيره. انعكست الظروف وصراعات الطيش وجنون العظمة وقوانين الاستكبار وحكايات التملك والحق الإلهي لهذا الطرف أو ذاك إلى عنف نفسي وقهر ذاتي لدى الإنسان اليمني, أصبح الإرهاب والتطرف والتطاول على عباد الله في الأسواق والطرقات عادة يومية وأخباراً يتداولها الناس في مجتمعنا عوضاً عن الأخبار المفرحة والمسرة. متى سنتراحم ويحب بعضنا بعضاً إذا لم يكن العيد اللحظة التي نعزز فيها تلك القيم المفقودة في حياتنا؟ إن أدوات الصراع والفوضى الذين يعتقدون أنهم فوق الأقدار ولن يطالهم العقاب أو توقفهم العدالة وسلطة الدولة والقانون, إن عدالة السماء والانتقام الإلهي لهم بالمرصاد, أليس الله بقادر على أن يردع هؤلاء الجبارين, ويجعلهم عبرة للزمان والمكان والإنسان؟ العيد محطة إلهية للفرحة ومهما حاول أولئك الأجراء وعبيد الشيطان أن يشوشوا فرحة أطفالنا ولحظة صفائنا وتسامحنا وإعادة نهر المحبة ليملأ قلوبنا وحياتنا لن يستطيعوا, لقد انكشف المستور وظهرت الصورة والحقيقة مكتملة للناس. إن الانفجارات التي استهدفت عدن وغيرها من المدن اليمنية ستجعل أطفالنا يتشبثون بالفرحة وتجعلنا معشر اليمنيين نزداد صلابة وصبراً وتلاحماً وتوحداً وقوة. عيدكم مبارك سعيد وطيب للوطن بأطفاله وشيوخه ونسائه ورجاله وشبابه للقيادة وكل الساهرين على أمن واستقرار اليمن, لكل المحبين حيثما كانوا, ليكن العيد فرحة وطن بسمة مشرقة مع شمس كل يوم جديد, وكل لحظة واليمن سعيد.