القرار الأخير الذي أصدره الرئيس المصري محمد مرسي بإحالة كل من طنطاوي وعنان إلى التقاعد لم يكن قراراً حكيماً فحسب بل كان قراراً فيه من القوة والشجاعة مايكفي ولاشك بأن المؤسسة العسكرية المصرية بكل ماتتمتع به من عراقة تضم في جنباتها عديد الخبرات التي يمكن لها أن تستغل عديد المواقع والمراكز وبقدرات وكفاءات نادرة،فالمؤسسة العسكرية المصرية بمختلف قنواتها القتالية والتدريبية المكتسبة على مر التاريخ والمحطات وأهمها بل أكثرها ذيوعاً وتميزاً محطة السادس من أكتوبر عام 73م وهي المحطة التي أسترد فيها الجيش المصري كرامته المهدورة في العام 68م حينما عبر أسوار الهزيمة وقضى على أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي قيل عنه بأنه لن يقهر. وفي هذا السياق تصوروا معي بأن الرئيس عبدربه منصور هادي أقدم على مثل تلك الخطوة الجريئة التي نفذها الرئيس المصري وقام بإحالة بعض أصحاب الأجسام المترهلة والكروش المنفخة والعقارات المتشعبة إلى التقاعد وما أكثرهم في بلادي وما أكثر المواصفات المنطبقة على ضرورة إحالتهم إلى التقاعد لو أن الرئيس عبدربه منصور هادي أقدم على مثل هذه الخطوة التي ستقابل بالتقدير والعرفان من لدن كل الثائرين والثائرات وكل الطامحين في التغيير كيف ستكون الأوضاع وكيف ستكون ردود الأفعال بالتأكيد مزيد من التمرد والتخريب والتآمر على الوطن عبر الداخل والخارج. تزدحم محطات النقل الخاصة بالمسافرين بعديد الركاب الذين يتزاحمون في مجز مقاعدهم في وسائط النقل المختلفة مابين جماعية وسيارات أخرى ويعتبر الكثير من أرباب تلك الوسائط والوسائل فترة العيد سواء أكان عيد الفطر السعيد أو عيد الأضحى المبارك موسماً للابتزاز والمغالاة في الأجور التي تصل في بعض الأحايين إلى ضعف المبالغ المألوفة في باقي الأيام ورغم كثرت الإشارات وتكرارها في مثل هذه الحالات إلا أن الجهات المسؤولة «المرور» تتعامل مع هذه الظاهر بكثير من اللامبالاة والتطنيش أن وكان الأمر لايهمها لا من قريب ولامن بعيد. وفي السياق ذاته تتضاعف الحوادث المرورية المؤسفة مثل هكذا قاسيات مخلفة عديد الأضرار المادية والبشرية الجسيمة وكأن أرواح البشر وأموالهم لعبة في أيدي بعض السائقين الذين يستغلون فترة العيد كموسم لن يتكرر معهم إلا في مثل هكذا أحوال،فهل من حلول عملية وناجعة تبدأ من الآن؟ المواكبة الرائعة لشهر التوبة والغفران شهر رمضان المبارك من لدن صحيفة الجمهورية عكست مدى الأدوار الرائدة التي تلعبها الصحيفة في هذا الاتجاه عبر التخفيف من آلام الآخرين ومعاناتهم من خلال الصفحات الإنسانية والاجتماعية النبيلة والهادفة المعروفة بليلة القدر.