الحقائق الدامغة التي ترافقت مع قمة عدم الانحياز لا تمنعنا من قراءة المتحرك الحيوي في المشهد ، وبالذات المشاركة الرسمية المصرية الناجزة التي أومأت لبعض المتغيرات الهامة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، أن الدبلوماسية المصرية الراهنة قررت استعادة دور مصر الفاعل في المعطى الدولي، اعتباراً لكونها من الدول الثلاث المؤسسة للقمة، وقد جاءت إشادة الرئيس محمد مرسي لدور جمال عبدالناصر بمثابة رسالة ضمنية لمن اعتقدوا ويعتقدون أن السياسة المصرية الراهنة ستمارس قطيعة منهجية عدمية مع العهود السابقة، كما أن مجرد المشاركة المصرية الرفيعة تومئ إلى درجة الاستقلالية في القرارالسياسي، بالترافق مع صراحة لم تكن معهودة من قبل في الخطاب السياسي المصري ، فالمشاركة المصرية لم تكن مترافقة مع منطق المهادنة واللزوجة السياسية ، بل كانت صريحة في قراءتها للشأن السوري ، ما يعني ضمناً انتقاد الموقف الإيراني الرسمي تجاه هذه المسألة بالذات . من هنا نستطيع ملاحظة معنى الانفتاح المبدئي على مختلف الفرقاء. دونما تنازل عن الرأي الواضح الصريح تجاه القضايا الملحة في الساحتين العربية والدولية . نحن إذاً إزاء دبلوماسية مصرية جديدة تغادر ذلك التنازل الحر الذي دأبت عليه دبلوماسية ما مقابل التغيير، مما فارق حقاً وفعلاً منطق التاريخ والجغرافيا السياسية المصرية، ولهذا آن الأوان لأن تستعيد مصر مكانتها الطبيعية في العالم.. [email protected]