تتخلل سيرته العطرة.... حياة يعيشها ولا أروع....... عندما تكون أنت قيمة جميلة بين الناس.. عندما تكون أنت قدوتهم بخلقك،وكرمك،وبعلمك... عندما تكون أنت ابن الشهيد الشاعر زيد الموشكي.. فماذا سأقول أنا عنك؟ أناملي تعجز عن وصف إحساس الجمال والسكينة الذي تبعثه فيمن حولك بتواضعك ونبل أخلاقك.... قد أتحدث عن شخصية لايعرفها الجميع ولكنها مليئة بالكثير... لها تاريخ ناصع في سيرة اليمن. أتحدث عن الفقيه والشاعر ،أتحدث عن القاضي العلامة محمد بن زيد الموشكي. إنه تاريخ حاضر في زمن النسيان،شخصية لها دور نضالي تجاهله الكثير.. وموسوعة أدبية وشعرية.. يحمل في فكره أمهات الكتب الفقهية والدينية.. تتلمذ على يد كبار علماء ومفكري اليمن،وحصل على الاجازات العلمية... لعب دوراً في تاريخ ثورة سبتمبر،وكان من أوائل من التحقوا بركب الثورة وسجل مواقف بطوليةلايمكن نكرانها. ارتبط بشاعر اليمن الكبير وشهيدها ،وصديق والده الشاعر محمد محمود الزبيري،ملازماً له ليل نهار،عمل مع الكثير من الشرفاء على إنجاح ثورة سبتمبر،وكان ضمن الأوائل في تأسيس مؤسسات الدولة التشريعية والقضائية. هوترجمان يخزن في ذاكرته الكثير والكثير من الأحداث والمواقف التي مرت بها اليمن،فقد عاصر وعايش جميع من حكم اليمن، ابتداءً من الإمام أحمد يحيى حميد الدين حتى الرئيس عبد ربه منصورهادي... يعيش كريماً عزيزاً في بيته المتواضع،والذي امتلكه من إرث والدته.. لاأستطيع أن أصف السعادة التي شعرت بها خلال اللحظات القليلة التي جمعتني به... مرة عندما زرته مع تلاميذ مدرستي في بيته وذلك ضمن أنشطة المركز الصيفي للمدرسة،ويومها استقبلنا ببشاشة الأب وهو يستقبل أبناء له ،وعشنا معه يوماً ولا أروع , عشنا تاريخاً حاضراً،وخلقاً كريماً،ويومها أنصت إليه وكأني تلميذة في الابتدائية... ومرة عندما شرفني “وهو من هو”بحضور حفل مدرستي المتواضع،ويومها كان فرحنا بحضوره لايسع الدنيا.. ومرة عندما لامست أذناي صوته الكريم،وروحه عالية الانسانية وهو يهديني عبر الهاتف أغلى هدية حصلت عليها إنه كتاب«إمضاءات على مسيرة الشاعر الشهيد زيد الموشكي». هؤلاء هم عظماؤنا.... عظماء من تاريخنا.،يعملون بصمت دون أن يمنوا على هذا الوطن.... عظماء تجاهلناهم... عظماء نسينا تاريخهم... عظماء نحن اليوم في أمس الحاجة الى أن يحيوا فينا مبادئ الوطنية والعزة والشرف.... لنقف جميعاً وقفة جادة وحقيقية،وقفة نحيي بها ذكراهم قبل أن يتواروا ... ونبدأ نحن بالبكاء والنحيب عليهم.... ودمتم،،