السياسة تثبت كل يوم بأنها بوابة الشيطان المفضلة وأن السياسيين عادة ما يرفعون لافتات طاهرة ونبيلة لتحقيق أهداف واطئة وخسيسة غالباً. الأخبار التي تحدثت عن الأطراف الداخلية التي أعدت وسهلت عملية اقتحام السفارة الأمريكية كانت دوافعها بعيدة عن الرسول «صلى الله عليه وسلم» وإنما أرادت استغلال الاساءة وغضب الجماهير لتحقيق أهداف منها ادخال البلاد في دوامة من الخراب، أهداف تقترب من الأهداف المبتغاة من اقتحام وزارتي الداخلية والدفاع ، فقط هنا التشويه أكبر , الاستغلال أقذر ما في السياسة والغباء وعدم الوعي أسوأ ما في الجماهير التي تتحول بدون الوعي الى أشبه بالقطعان حتى مع وجود المقاصد النبيلة.. دور العلماء هنا يجب أن يكون واضحاً فواجب المسلمين الغضب للرسول لكن بحسب تعاليمه التي تنبذ التخريب والقتل مقابل الاساءات ، قبل سنوات أخرجت السينما الامريكية فيلماً مرعباً عن هجوم القبائل اليمنية على السفارة الأمريكية بصنعاء والتصدي الوحشي لها من قبل قوات المارينز الأمريكي ، قبل أمس الأول الخميس طبق جزء معدل من هذا الفيلم حيث رأينا الاقتحام والنهب ولم نرَ جنود المارينز والقتل البشع بحسب ما ظهر في الفيلم ، هل هي الصدفة وحدها، وهل عُدِّل السيناريو أم أنه لم يكتمل؟. خبر وصول 150 من جنود المارينز لحماية السفارة الأمريكية خبر سيء ومن مصلحة اليمن وأمريكا أن تقوم اليمن بحماية السفارة وليس المارينز ، فسيناريو الفيلم والتدخلات مرعبة.. تساهل وتسهيل قوات الأمن بإدخال المتظاهرين إلى السفارة ليس عفوياً خاصة والحراسات مختارة بعناية ،فهل كل هذا من باب الصدف أم أن هناك علاقة بين هذه الخيوط لإكمال مشاهد الفيلم الأمريكي المرعب حول السفارة الامريكية الذي عرض قبل أكثر من 10 سنوات تقريباً. [email protected]