ماهي مشاكل المرور؟ وهل فعلاً هناك مشاكل مرور.. أي تعود “للمؤسسة المرورية”؟! الحقيقة أن المشاكل المرورية ليست محصورة في محافظة معينة دون المحافظات الأخرى.. وهذا لا يعني أن المشاكل عائدة إلى الأجهزة القائمة على حركة المرور في البلاد.. المشكلة الحقيقية أن المركبات بكل أنواعها داخل البلاد أكبر بكثير مما تستوعبه الشوارع في عواصم المحافظات.. وحين نضيف إلى المركبات الدراجات النارية، تصبح الشوارع في المحافظات أضيق بكثير من الحركة المرورية. مشكلتنا أن المدن الرئيسية “عواصم المحافظات” عندما خططت ووضعت لها الشوارع كان حسب عدد المركبات المتواجدة في البلاد قبل “45” سنة.. حين كانت لا توجد أي مركبات سوى بالعشرات في كل محافظة، وحين كان من النادر أن تجد دراجات نارية، واستمر الأمر كذلك.. فتصور مدينة كمدينة تعز كل الحركة المرورية تتركز في الشارع الممتد من فرزة صنعاء، حتى قبة المعصور، وفي وسط المدينة حيث تراكمت المنشآت العامة والخاصة التي ترتبط بها معظم مصالح وفوائد أبناء محافظة تعز.. وجميعها لا تمتلك مواقف سوى استخدام الشوارع. وتعالوا معي نلاحظ أن: مصالح أبناء تعز.. كل تتركز في المنطقة الواقعة ما بين فرزة صنعاء، وقبة المعصور.. وبين منطقة عصيفرة والعرضي والمجلية وصينة.. وأعني بأبناء تعز.. أبناء المحافظة المدينة والريف.. فالأسواق كلها في هذه المنطقة من المدينة والمؤسسات الحكومية بدءاً من شارع المرور والبحث والجوازات، ومروراً بشارع جمال “البنوك، والتربية، والخدمة، والتأمينات المدنية، والواجبات، والمشافي الخاصة، وحتى نصل الغرفة التجارية، والصناعة والتجارة، والبريد، والاتصالات وبيت هائل، والضرائب والمالية، وكلية الآداب، وإدارة الأمن، ومؤسسة الجمهورية، وروح بعد ذلك على مشروع المياه، والمحافظة، والمشافي أيضاً الثورة والجمهوري إضافة إلى المشافي الخاصة، ومكتب الصحة، والأوقاف، والأملاك، والمساجد، ومحطات الوقود إضافة إلى أكبر المدارس الأساسية والثانوية، والجامعات الأهلية.. والمطاعم، وأسواق القات “والأسواق الكبيرة” التي لا تملك مواقف والفرزات المقررة.. والاعتباطية والمزاجية كل هذه ال”هلمة” عدم التزام السائقين بقواعد ونظم المرور.. تصور كيف يمكن أن نعمل مروراً في هذه المنطقة أو المدينة وشوارعها لا تزيد في أوسعها عن عشرة أمتار اتجاهين وقس على ذلك بقية عواصم المحافظات.. وعليه لا نلوم المرور.. لكن لا نعفيهم واجبهم بحسب المستطاع.. ونسأل الله لهم العون.. حتى يعاد تخطيط مدننا في نهاية القرن.