العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة لا نفهم دوافعه ولا مبرراته إلا كونه انعكاساً للنزعة العدوانية التدميرية لهذا الكيان الغاصب .. ولأنه كذلك تعبير فاضح عن همجية العدو، فقد قوبل برفض عربي ودولي واسع، وتواصلت الدعوات المبدئية للسلام ووقف الحرب بين الجيش الاسرائيلي الغازي والمقاومة الفلسطينية ممثلةً بحركة حماس .. ولم تتوقف الجهود عن توفير الفرص المخلصة للوصول إلى ذلك.. كما لم يتوقف العالم بدوله ومنظماته عن الدعوة الى إيقاف العدوان الاسرائيلي طيلة الايام الماضية وبذل المساعي الكثيفة بهدف إنهاء هذا العدوان البربري. وبرغم ذلك أبت آلة الحرب الاسرائيلية الاَّ ان تواصل عنجهيتها وتدميرها للاخضر واليابس في قطاع غزة وللبشر والحجر والشجر، بعد تهديد نتنياهو بضرب البنية التحتية لهذا القطاع ، ولا زال العدوان مستمراً آخذاً في طريقه ما يأخذ من الارواح البريئة وتدمير المنشآت الحيوية بما في ذلك كل الفرص الجادة التي تبذُل منذ اللحظات الاولى وقبل ان يتمادى العدوان في وحشيته، لسبب واحد لاغير.. هو إصرار الكيان الصهيوني على تسيير دوي القنابل والصواريخ والنار على صوت العقل والسلام..! غير أن الكيان الصهيوني ومن حيث لايحسب ولايتوقع سيدفع ثمناً غالياً على أيدي أبطال المقاومة االفلسطينية بكل فصائلها دون أن يجني من عدوانه شيئاً يذكر، ذلك أن الشعب الفلسطيني يواجه مؤامرة العدوان بعزم وصلابةٍ مستمدين من إيمانه بقضيته العادلة. فالمقاومة اللفلسطينية إنما تقاتل قتال الابطال لاحباً في الحرب التي يستهويها العدو، بل حباً في الحياة والحرية التي يسعى هذا الكيان الوحشي الى قتلهما.. لذلك فإن هذه المواجهة العسكرية إنما هي بين إرادتين متناقضتين تماماً، إحداهما تصر على مواصلة العدوان بأي ثمن لفرض نفسها وأهدافها على الثانية التي تملك إصراراً أكبر مدعوماً بالقوة الإيمانية العقائدية على منع الاخرى من تحقيق مراميها التوسعية المدمرة. وفي هذا الوقت فإن المجتمع الدولي الذي يرفض هذا العدوان وظهر كما لو أنه جاد على وضع حد للاعتداءات بين الجانبين، لايجعلنا نثق بأن عجلة آلة العدوان الاسرائيلي سوف تتوقف عن الدوران لأن هذا الكيان قد فشل وهزم اكثر من مرة أمام إرادة الشعب الفلسطيني وتلقى أكثر من صفعة مرّغته في الوحل، وافقدته الصواب، وهو الآن يحاول يائساً استعادة ماء الوجه بطريقة الغدر التي تلطخ تاريخه الأسود..!! والمهم والمصيري بالنسبة لقطاع غزة ولنا جميعاً في هذه المرحلة وفي ضوء مناورات الدولة العبرية، أن نقيَّم حساباتنا على أساس أن (الحرب مستمرة الى وقت غير معروف) وهو ما يجب أن يكون دافعاً لمقاتلي المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها ومعها شعوبنا العربية في مضاعفة الجهود لتأدية الواجب المقدس ازاء استمرار العدوان والحرب .. بمقدار مانرفض استمرارها ونحلم بالسلام ونسعى الى اختصار الطريق إليه .. ونؤكد أن الحذر من الكيان الصهيوني هو فريضة بالنظر الى التاريخ الاسود لهذا الكيان في نكث العهود والمواثيق وخرق اتفاقيات السلام .. وبهذه الطريقة نجسد رفضنا لاستمرار الحرب وبها أيضاً نجسد محبتنا وتمسكنا بالسلام ونزوعنا الى الاستقرار، وبها نثبت لعدونا -الذي يتمسك بالحرب والعدوان- أن كل الابواب مغلقة أمامه .. إلا باب الانصياع لإرادة السلام والتسليم بحق الشعب الفلسطيني في الحياة وإقامة دولته على كامل أراضيه ..! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=465197170186030&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater