في الشوارع والطرقات والأحياء والأزقة وعلى أغصان الشجر أكياس بلاستيكية ملونة زرقاء وحمراء وصفراء وخضراء تعبث بها الرياح وتعبث هي بالبيئة فتغذوا مظهراً سيئاً يعبر عن مدى تمدن سكان المدينة والقرى المحيطة بها التي هي الاخرى باتت مطمعا آخرا لهذه البلاستيك خاصة عندما تكون احد مخلفات الأسواق الأسبوعية والأسواق الدائمة ومنها أسواق القات التي يدلل على وجودها في هذا المكان وذلك تلك الأكياس البلاستيكية الملونة عدوة البيئة والإنسان لأنها مع الأيام تتحلل وتصبح احد أسباب بوار الأراضي الزراعية ومصدر تلوث البيئة أينما حلت. هي مشكلة حلت بنا والمشكلة الكبرى التصاريح التي تمنح لمنتجي هذه الأنواع المضرة بينما كان يوجد قبل هذه الأكياس بفترة زمنية الأكياس الصديقة لبيئة وهي الورقية التي تحافظ على الأشياء التي بداخلها خاصة الأطعمة ولا تساعد في تلوثها شأن الأكياس البلاستيكية ومع ذلك اختفت هذه الأكياس تدريجيا وبين الفينة والأحرى نراها في عدد من المحلات لاتتجاوز أصابع اليد الواحدة.. المشكلة هنا تكمن في انعدام الثقافة البيئية لدى الناس والتى تبدو صفراً من اليمين وصفراً من الشمال لأن الناس هم المصدر الأكبر لعملية التلوث سواء من خلال استخدام هذه الأكياس ورميها في الطرقات والشوارع دون لامبالاة أو من خلال رمي مخلفاتهم من القمامات في كل مكان وبدون استحياء وبطغيان أسواق القات في مداخل المديريات والمدن وعلى الخطوط الطويلة وترك مخلفات هذه الأسواق للحيوانات تعبث بها وللرياح تطيرها هنا وهناك حتى غدت على أغصان الأشجار وروداً ملونة وعلى أسوار المباني وأحيانا على الأسلاك المعلقة بالهواء وكأنها أعلام تفضح الممارسات السلوكية السيئة لمجتمع لم يستطع الحفاظ على حيوية المدن ونقاء الريف الذي بات يقلد المدن في شراء البضائع المستهلكة حتى الدجاجة والبيض حتى رغيف العيش والو زف والثوم الصيني بدلا من كونه مجتمعاً زراعياً منتجاً استبدل زراعة الغذاء وتربية الحيوانات الداجنة واللاحمة بزراعة القات ورشه بالسموم التي تعتبر احد الأسباب في الإصابة بالسرطانات في بلادنا خاصة سرطانات الفم ليس ذلك فحسب بل أصبح المستهلك الأكبر للمياه في الأراضي الزراعية التي تتوفر فيها التربة الخصبة والمياه كما هو الحال في خدير ماوية بتعز التي يؤجر أصحابها أراضيهم الزراعية لتجار القات مقابل مبالغ مالية لأنهم فقراء بينما الآخرون يستغلون أراضيهم والمياه المتوفرة هناك لزراعة القات الذي يستهلك التربة والماء والأطفال والمراهقين. عفوا إذا كنت خرجت عن موضوع الأكياس للقات لأني أجد الاثنين مرتبطين معا من حيث أنهما مصدر تلوث لبيئة والإنسان. فالأكياس البلاستيكية كل يوم في طريقها للانتشار، وباتت تشكل غزواً لكل شئ جميل في الطبيعة والشوارع والطرقات والمباني والناس غير مبالين بما يحدثونه من مخاطر بيئية وصحية في نهاية المطاف تحدق بهم وهم الأكثر تضررا منها ... فمن المسؤل عن هذا الغزو ؟من الذي يمنح تصاريح لمثل هكذا مصانع تهدم البيئة وصحة الناس وتقتل الزراعة , وعلى أي أساس يتم منح هذه التصاريح في مجتمع مازال يعاني كثيرا من مصادر التلوث البيئي والصحي؟ أسئلة عديدة تخطر في بالي وتقلقني مع الأيام . ومع ذلك مازال لدي بريق أمل في مبادرات الشباب الذين خرجوا لطلب التغيير أن يكونوا هم أكثر وعيا بما يحدث ببيئتهم وان يعملوا على أطلاق مبادرات تعمل على نظافة البيئة بدعوة ومشاركة من كل المجتمع سواء في القرية او المدينة وان يعملوا مع منظمات المجتمع المدني الحقوقية والصحية للضغط والمطالبة بإغلاق المعامل التي تنتج مثل هذه الأنواع من المواد البلاستيكية المدمرة للبيئة ولصحة الإنسان وتشرع لمنع تأجير الأراضي الزراعية لزراعة القات حتى لوكانت هذه الأراضي ملكية خاصة . الحياة مرهونة بسلوكيات البشر والله سبحانه وتعالي كرم الإنسان بآدميته وعقله المفكر وحثه على ممارسة السلوكيات الحسنة في حياته والدعوة للمعروف والنهي عن المنكر وكل ماينافي ذلك يعتبر منكراً والأذى الذي تحدثه هذه الأكياس البلاستيكية هو منكر وآذى يجب إماطته عن الطريق وإقفال منابع صناعته، لأنه يشكل خطراً على البيئة وصحة الإنسان .. كلمات.... أذى وشرا يحاط بنا ونحن الأذى ونحن الشر والأرض ضحية تهدر حتى الزرع بات ينتج أكياس ملونة على أغصان الدوح والورد فكيف لمريض قلب ينشرح ولبلبل يغرد والأغصان ماعادت تتراقص..