رغم ماكان يُراد لتعز من وراء تظاهرة الثلاثاء المبرمجة أياً ما كانت ، إلا أنها خلقت وضعاً جديداً ستمكن تعز ومحافظها من الوقوف على أرضية مشتركة لاستئناف دورها الناهض المأمول. لقد بدأت التظاهرة مجهولة الهوية ولا نسب لها ! حتى تعز التي جهدت لمد صلة بها لم تستطع إثبات ذلك خالصة ممحضة لها دون أرب أو غرض خفي . المحافظ لم يُردها ولم يرَ فيها نفعاً ولا جدوى إن لم تكن إسهاماً في تعميق الخلافات، وهو الذي يرى في شخصه كمحافظ قاسماً مشتركاً بين كل أبناء تعز على اختلافهم وتنوعهم .. كما جاء في رسالته. التجمع اليمني للإصلاح أظهر اعتراضاً للتظاهرة من البداية وأشار بإصبع الاتهام لمن يطالب بتغييرهم في مراكز المحافظة المدنية المحلية والعسكرية، ورأى التظاهرة لتحصين مواقعهم بإظهار المساندة للمحافظ وحماية أنفسهم من المساءلة ، وقد قام التجمع بحسم الشكوك في موقفه من المحافظ بالقول عبر قياداتهم لاسيما رئيس إصلاح تعز عبدالحافظ الفقيه: “إننا مع المحافظ ولا خلاف عليه وهو الأقدر ، ونؤكد استمرار تعاوننا معه من أجل تعز.. وخلافنا في عدم تغيير أشخاص في مراكز السلطة المحلية”. ويعتبون على المحافظ تأخره في ذلك .. هكذا صوروا موقفهم وأبانوه. أما المؤتمر الشعبي العام فهم يظهرون تأييدهم للمحافظ لكنهم لم يظهروا بوضوح ولم تتصدر الأسماء المعروفة التظاهرة . أما أحزاب المشترك -سوى الإصلاح- فقد بدا منقسماً ومتردداً ، وأما المستقلون فلا شك أنهم إذا شاركوا فهم حسنو النية بمطالب دعم المحافظ في سبيل تعز آمنة ومستقرة. إذن لماذا هذه التظاهرة ولماذا الاختلاف؟! لماذا ينهار التوافق الذي بدأ من أجل تعز آمناً ومن أجل نهضة تنموية مع بداية تولي المحافظ شوقي هائل ؟! إنه إفراز صراع مشروعين وبينهما مشاريع صغيرة : مشروع الثورة الذي خلق الوضع الجديد ويسعى لاستكمال أهدافه، ومشروع ثورة مضادة يريد استعادة صورته القديمة وإعاقة إنجاز التغيير ، وهذا الفرز من نتائج الإجماع على المحافظ الذي ظهر محط قبول ومناط جدارة . ومن هنا فإنني على يقين أن المحافظ سيلتقط اللحظة التاريخية هذه وسيجمع كل الأطياف على قاعدة (تعز أولاً وأخيراً) وأنه سيحيل الأزمة لتلد الهمة. وسيبدأ بالتحرك نحو التغيير الحقيقي ليس انحيازاً لطرف أياً كان وإنما لصالح اليمن الجديد وعلى معياري الكفاءة والنزاهة ، ولتكن تعز مثالاً وطنياً ونموذجاً وأسوة لقيادة حركة التحول.. ولننسَ هذه الاختلافات التي نتجت عن التظاهرة ونلتفت للمستقبل. أيها الأعزاء : حينما تتعافى تعز يتعافى الوطن. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=468274789878268&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater